الأحد، 18 يناير 2015

 دولة مدنية أم دولة دينية !! ماذا تريد الشرعية الإسلامية منّا !

 دولة مدنية أم دولة دينية !! ماذا تريد الشرعية الإسلامية منّا !
قال الله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 
على هذا يجب أن نحدد ماذا تريد الشريعة الإسلامية من العباد ،، هل هي دولة مدنية أم دولة دينية .. في البداية يجب أن نعّرف كل الدولتين ونرى الفرق بينهما .. وهل حقيقة يوجد مسمّى دولة دينية في الإسلام .. 
حكم الإسلام العالم منذ أن أقام النبي صلى الله عليه وسلم الدولة في المدينة المنورة .. حتى سقوط الخلافة العثمانية في مطلع التسعينات .. لم نسمع في فترة الحكم هذه مسمّى الدولة الدينية بمعناها المفزّع الذي يستخدمه بعض العلمانيين والليبراليين لارعاب الناس من الإسلاميين .. 
الإسلام جاء بدولة مدنية ذات مرجعية اسلامية ، وهذا ليس عيب في فكر الحركات الإسلامية ، فكل الدول تكون لها مرعياتها في الحكم حسب خلفية الحضارة لتلك البلاد ، وبما أن الأمر يدور في دولة اسلامية فإن المرجعية هُنا تكون للإسلام .. 
الدولة الدينية بمعناها ( الفزاعة ) التي يستخدمها العلمانيون لتشويه صورة الإسلاميين هي ما كان يعرف في أوروبا قبل الثورة على الكنيسة بـ ( الثيوقراطية ) الذي يعني حكم رجال الدين وادعائهم بالتفويض المطلق من الله حتى في ادخال الناس الجنة والنار .. وهذا ما كانت تمارسه الكنيسة في أوروبا .. وبما أنها مفوضة من الله فيجب أن تحكم الناس حتى في نوع لباسهم ، وتحكم معقد في أمور الحياة وتعظيم رجال الدين حتى يصلوا إلى مرحلة الكهنوت ، وهذا ما ينفيه الإسلام ولا يريده .. 
بل على العكس إن الأنظمة العلمانية الموجودة جبراً في عوالمنا الإسلامية ، هي التي قهرت الناس ، وأتت بالقوة وسرقت ونهبت ، وبعضها بعثية افترت وأحرقت كنظام العراق .. والاشتراكية ليست عن ذلك ببعيد .. 
العلمانيون هم الذين أسسوا الدول المستبدة ، ويحاولون الصاق المفهوم الخاطئ بالدولة الدينية في عقول الناس حتى ينفروا الناس من محاولات الإسلاميين للوصول إلى سدة الحكم في البلاد الإسلامية وبطرق سلمية , وعندما يصلوا إلى ذلك يبدأون بوضع ألف عصاة في دواليبها حتى تفشل وهذا ما حدث وأجهض المحاولة الجزائرية والفلسطينية والمصرية والتونسية والتركية حتى .. 
وهُنا ألوم بعض الإسلاميين على تمسكهم بمسمى الدينية فقط دون التمسك بالجوهر ، وماذا يريد الإسلام منّا .. الدولة المدنية هي مرادفة للدينية في اسلامنا وكلاهما ينبع من نفس التفسير .. هي دولة ذات مرجعية اسلامية .. وسموها كيفما شئتم .. 
والتصور بأن الدولة المدنية عكس الدولة الدينية هو تصور مغلوط ، لأن القانون يقول بأن الدولة المدنية عكسها الدولة العسكرية والتي يحكمها العسكر إما بانقلاب أو تسيير أمور كما حدث في مصر . والتعريف الأقرب للدولة المدنية هي التي تعبر عن المجتمع وتكون وكيلة له وتستند لقيمه، ويختار فيها المجتمع حكامه وممثليه ويعزلهم ويحاسبهم، وبهذا التعريف تصبح الدولة المدنية مطابقة لمعظم الاتجاهات السياسية الإسلامية. 
ثم لماذا لا يحاول الإسلاميين التكيف حول الشروط العلمانية المفروضة ( المحمية من الغرب ) حول قوانين الوصول إلى الحكم وليبدأ التغيير من الأعلى ,, واقناع الناس بالتجربة الإسلامية بتقديم بنرامج وصورة حسنة عن الإسلاميين في الحكم حتى يعود كل شيء إلى مساره الصحيح .. 
الشرعية الإسلامية تريد منّا تطبيق أحكامها في مجالات حياتنا ودعوتنا وأخلاقنا وثقافتنا ، والنصح لمجتمعنا ، وتطبيق الحدود .. سواء كان الدولة الدينية أو المدنية .. فلا نتشدق عند أسماء ونترك الجوهر 

الخميس، 15 يناير 2015

أردنا النبي هكذا ... فرسموه

أردنا النبي هكذا ... فرسموه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على محمد ابن عبدالله وآله 

من المحاسب الحقيقي عن الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم .. وهي صور تمثله بانه يحمل القنابل والسيوف يضعها على رأسه وانه لا يفكر إلا من منطلق قوه ... وانه نشر اسلامه بالسيف .. وحشاه ذلك ..

بعض المسلمين من خارقي التفكير .. والذين تفيقهوا في الآونة الأخيرة نسخوا حياة النبي صلى الله عليه وسلم المكية وتمسكوا بالمدنية .. فصنعوا تطرف لا مثيل له على مدار العصور ... 

وبعض المتخلفين تمسكوا بالحياة الكية وتركوا المدنية فخنعوا للظلم والاستبداد .. 

والبعض الأخطر أنه حاول أن يصورى الاسلام بانه خدعة مكية للوصول الى الاستبداد والامبراطورية المدنية .. 

ولم يكن الاسلام في تلك الصور الثلاثة التي أعيت الاسلام وشوهت صورته في أذهان غير المسلمين .. ولا أعتقد إلا انهم رسموا ما صوره لهم المسلمون عن نبيهم ودعوتهم من كتب المسلمين التي امتلأت بأكاذب وخداع عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم لخدمة فتاوى حزبية ضيقه أو ارهاب يريده البعض وصفا للنبي صلى الله عليه وسلم وبحجة آية ( ترهبون ) 

أيها المسلمون
ما وجدته فيكم انكم تستنون بنصف نبي
انتم لا تعترفون إلا بمحمد المدني
أما محمد المكي فقد ماتت سيرته فيكم
من علمكم أن النبي الذي صبر واحتسب ، قد نسخ الصبر بالقتال
من علمكم أن النبي كان يتصنع الصبر والرحمة حتى تمكّن فانقلب
من علمكم أننا لسنا بحاجة إلى التشريعات المكية
النبي كلّه قدوة ، والواقع يجعلنا نستلهم من سيرته ما يصلح له
اعلان راية الصبر والاحتساب وحدها خنوع
واعلان راية الحرب والقتال وحدها ظلم وارهاب
والحكم هو واقع المسلمين وتقدير المصالح
وتذكروا ان انتقال النبي إلى المدينة لم ينسخ بهجرته سنته في الصبر والاحتساب
فالنبي لم ينقلب على نفسه ...
فاسألوا أنفسكم من الذي انتكس في فهمه ... النبي أم أنتم
صلى الله عليه وسلم

إن الاستشهاد الظالم بسيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم المدنية هي التي نقلت الانطباع للغرب في تصوير النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. ورسموه وهو يحمل خنجر وقنبلة وسيوف في دماغه .. 
لم يقرأ الغرب التوراة ولا الانجيل ولم يسألوا الهندوس عن رسول الله ، ولكنهم استقوا المعلومات من التطبيق الخاطئ لسيرة المصطفى من بعض المسلمين الذين لم يفهموا من الاسلام إلا القتل والدمار وذهبوا لدعوة الشعوب الغربية المدنية بالتفجير والطائرات وبقاتلوا المشركين كافة ... 

من الطبيعي أن يصور الانسان اللذي يتعرض للظلم والقتل أن يصور قاتله بالارهابي والمجرم فنحن نرسم رموز الغرب بالمجرمين ومصاصي الدماء وبابا الفاتيكان مثلا بانه شيطان رجيم ... لانهم اعطونا انطباع في أغلب بلاد المسلمين انهم سفاكون دماء وهذا حال جيوشهم المهززومة باذن الله تعالى ... 

ونحن فعلنا مثلهم اذ ذكرنا لهم نصف حياة النبي المدنية التي اضطر فيها النبي صلى الله عليه وسلم للقتال بعد ظلم ( بأنهم ظلموا ) .. فرسموه كما صورناه لهم واسؤوا الى شخص النبي صلى الله عليه وسلم ولكن المسلمين أساؤوا الى نبيهم قبل الفرنسيين ... 

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل أحدا لانه أساء الى شخص النبي صلى الله عليه وسلم .. ولو كان سيقتل أحد لقتل ابن سلول الذي شتم النبي وسبه ولكنه أدرك أن مصلحة الأمة ليست في قتله خوفا من أن يقال محمد يقتل أصحابه أو يقال بانه يحرض الأبناء على قتل آبائهم ... بل كفّنه برداءه وصلى عليه .. وهو من شب النبي وحاول قتله وتأليب المشركين عليه ... وهذا من الطبيعي أن يكون في العهد المدني لم يفرقون بين نبي المدينة ومكة .. 

أليس تصوير الإسلام بالقاعدة وداعش هو الذي أوصل الغرب لهذه الرسوم ... ألن يتحمل بن لادن رحمه الله مسؤولية انه ارسل الموت لمدنين امريكيا بدل ان يرسل اليهم الرحمه
ألن يحاسب الزرقاوي على تصدير الاسلام الذبّاح الى الغرب لكي يخافوا منه وينعتوه بالارهاب ... 

الن يحاسب الدواعش الذين سفكوا الدماء وصوروا الاسلام بانه دين لا يعرف الرحمة 

ألن يحاسب الأستاذ فتحي حماد حفظه الله بأنه يصور الاسلام كخدعة مكية لحين الوصول الى الامبراطورية المدنية فانهم سيقتلون كل المخالفين فيعنتهم ضد الاسلاميين ويجبرهم على محاربة الاسلام 

أليست هذه هي الإساءة الحقيقية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم 
فمن المحاسب برأيكم ومن الذي يستحق الجلد لتنكره لنصف حياة النبي صلى الله عليه وسلم


رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام)

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام) عزيزي: نبي الله زكريا.. أحاول فهم الدعاء الذي قلته عندما وجدت رزقاً عند من كفلتها، ...