الجمعة، 28 سبتمبر 2018

إذ يرفع الدعاة الراية البيضاء يمسكون القنابل

  إذ يرفع الدعاة الراية البيضاء يمسكون القنابل

يرفع الدعاة الراية البيضاء يمسكون القنابل

الخطاب الإسلامي الذي تعلمناه من القران الكريم أرشدنا إلى أن علاقة المسلم بالمسلم لا تتخطى ثلاثة حالات أقرها القرآن الكريم (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ولا يجوز تخطي هذه الحالة او المطالبه بغير هذا الهدي القرآني وإلا يعتبر تألي على الله وتغريد خارج السرب وخروج على القرآن الكريم.

إن منهاج تكميم الأفواه وأن أي معارض للإسلاميين يتهم من الشباب الحامية صدورهم بدون حكمة، بأنه مميع للدين، وخارج عن الصف، والمطالبة باخماده أو اسكاته، وفضحه واخراج الاشاعات حوله، ولعنه، وتهديده، ومحاولة التأثير عليه بتخويف أهله عليه، هذا ورب الكعبة ما هو بمنهج دعاة ولا طريق سليم يصلح أن يكون بين ابناء الصحوة الإسلامية .. (وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)

إن كل زمان يحتاج إلي تجديد ابداعي في الخطاب الديني الذي يوجه للعالم باختلاف مشاربهم وألوانهم، وهذا ما تعلمته من كتاب العلامه الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله ونفع به - خطابنا الاسلامي في عصر العولمة -، ويجب أن تختلف لغة الحوار مع المسلمين أنفسهم من بلد لأخرى فالتقليد الأعمى من بعض الدعاة، واستصحاب دعوات التكفير والقتل من دعاة من دول أخرى واستنساخ الأسلوب هذا ما أدى إلى تصرفات بعضهم في الملتقيات الدعوية التي قاموا فيها باستتابة بعض الطلاب أحداث السن وكأنهم غارقين حد الثمالة في المعصية والخطيئة، مع عدم اختلافي على الفكرة التي بحاجة إلى ضبط ومراجعة وابعاد الدعاة الناشئين عنها واعتماد الدعاة ذات الفئة العمرية فوق سن المتلقي واصحاب الكلمة الطيبة، ومخاطبة العقول بدل من دغدغة العواطف، وهذا وإن حصلت الموعظة ولكن تنقصها الحكمة.


وظيفة الدعاة اليوم قبل الخروج إلى الناس بالمواعظ والخطب الرنانة هي الاستزاده من العلم وعقد ورشات العمل، وابتكار الطرق الحديثة للتعامل مع الناس في هذا العصر الذي أصبح مكشوفا على كل الحضارات ومشارب الشباب متعددة.


من يلجأ إلي العنف والتكفير هو من فقد الحكمة، الدعوة إلى التغيير بالعنف والقوة وتكفير الناس، هو اعلان هزيمة الدعاة وافلاس بضاعتهم، ويجب عليهم مراجعة أطروحاتهم بدلا من صب جام غضبهم على العصاة والتهديد بالتكفير والوعيد بالقتال والقتل.
لا ادري بأي وجه سيقابل هؤلاء الدعاة الناس بعد اليوم، والناس يعلمون مسبقاً أن هؤلاء الدعاة إذا فشلوا سيطالبون الحكومات باقامة حد الردة عليهم.

يجب أن يعلم الدعاة أنهم خارج حسابات كل العصاة، فصاحب نظرية الالحاد أو صاحب المقهى أو البنطال الساحل أو صاحبة الفيزون، لم يضعوا الدعاة أصلاً في حساباتهم الشخصية، وفعلهم للمعصية لم يكن ابتداء اعتداء جسدي على الدعاة، ربما يكون اعتداء شعوري وهذا يقابل بشعور مثله، فتعلمنا في الفيزياء (أن كل فعل له ردة فعل مساوية له في القوة ومضادة له في الاتجاه)، فلا يعقل أن يأذي العصاة شعورنا فنقابلهم بدعوات التكفير والقتل والحرق ونحن ندعي حمل الحكمة والموعظة الحسنة، بل يجب أن نقابلهم بشعور رحمة ودعوة.

هناك امر آخر يجب أن نعيه حيدا، وهو أن تكفير الناس والمطالبة بقتل العصاة واحراقهم يعجل بهم إلى النار وهذا ما لا يريده الإسلام في مضمون دعوته، ولكنه يريد ان يخرج الناس من اتباع الهوى إلى اتباع القرآن، ولنعلم أن الدعوة إلى التطرف ضد العصاة هي دعوة شيطانية لأنه الشيطان هو الذي يريد التعجيل بالانسان إلى النار. اللهم إني أعوذ بك من شياطين الإنس والجن.

في النهاية لا يجب على الدعاة إذا ما فشلوا في مرحلة أن يرفعوا للناس الراية الحمراء ويعلنوا الحرب على العصاة بدل المعصية، بل عليهم مراجعة أفكارهم وطريقة خطابهم من جديد، وينطلقوا في محاولات جديدة لنشر الفضيلة بين الناس.

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام)

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام) عزيزي: نبي الله زكريا.. أحاول فهم الدعاء الذي قلته عندما وجدت رزقاً عند من كفلتها، ...