الثلاثاء، 8 مارس 2016

ورقة المصالحة وشرك الصياد

ورقة المصالحة وشرك الصياد
من مدونتي القديمة أبو عبدالرحمن ثورة قلم

            ظنوا وراء اللحى وهناً ودروشة 
                          مهلاً !! فإن وراء اللحى أسدٌ مغاويرُ

وإذا بقي الآخر ينظر إلى المشايخ – على اعتبار أن حماس هي عدو الدهر – بأنهم أصحاب عمائم فارغة ، فإنهم لم يعلموا أنهم يتعاملون مع قوم قال عنهم أبو جهل : بأنهم أصحاب قدور ، فخسر رأسه !
لن نكون كذلك الضفدع الذي أمن مكر العقرب ، فحمله على ظهره كون أن العقرب لا يقدر على السباحة ، وتجاهل الضفدع في الوقت ذاته أن غريزة العقرب والتي أصبحت سلوك متوارث لديه ، تجبره على الغدر والخيانة ، ولدغ من حمله إلى شاطئ الأمان .
إن المصالحة الفلسطينية هي طوق نجاة ، تشبث فيه أولئك الخائنون من التيار المندثر من غزة ، المتحامون بالمقاطعة السوداوية برام الله .
فلم يستطع أحدٌ أن ينكر تلك الفضيحة التي نشرت الغسيل لمذموم عباس ، وعرته أمام العالم ، فسقطت آخر ورقة توت لتبيّن خِلقته وخُلقه المتعفن ، وأصبح وجهاً مكشوفاً بالخيانة ، أمام عائلات الشهداء ونزيف الجرحى وعذابات الأسرى وضحايا الحرب الفسفورية التي شارك فيها عباس ، بسحبه لتقرير غولدستن .
ورغم أن التقرير تم التصويت عليه من قبل 25 دولة ، إلا أن قرار عباس قبل التصويت قلل نسبة الدول التي كانت تنوي التصويت على اعتماد التقرير ، فكانت المرة الأولى قد بلت حوالي 33 دولة ، إلا أن بعض الدول تعرضت للإرهاب الصهيوأمريكي .
والآن وبعد هذا التلاعب الواضح بدماء الشهداء ، والخيانة التي ثبتت معالمها على فريق رام الله ، بدأ البحث عن طوق نجاة لهم ، لستر العورات المفضوحة ، فلم يجد عباس وزمرته ، إلا في المصالحة الفلسطينية ورقة توت جديدة ، ورغم أنها الورقة الأخيرة التي يلعب عليها – لا لشيء إلا لتجميل صورته أمام الشعب الفلسطيني والعالمين الإسلامي والعربي ، إلاّ أنه وبكل حقارة يتلاعب في ثوابت ومقدرات الشعب الفلسطيني ويُفرغ ورقة المصالحة من محتواها الذي تم الاتفاق عليه .
ليكشف – بدوره الدائم – النقاب عن حقارة جديدة ، وعن عدم مقدرته وفريقه قيادة شعب مثقف مثل الشعب الفلسطيني ، وفهمه الطفولي الماكر للمصالحة ، على أنها فخٌ يريد أن يوقع حماس وباقي فصائل الممانعة فيه .

وبعد التصريحات من بعض فصائل المقاومة – والتي لا نشكك في نزاهتها وحرصها على مصالح شعبها – أنها لن توقع على ورقة المصالحة التي هي بمثابة القشة التي تشبثت بها فتح ، لتخرج نفسها من مستنقع العار الذي ألقيت فيه من قِبل المتنفذين فيها أمثال عباس ودحلان ، وبارتكابهم لجرائم بحق الشعب الفلسطيني والمساومة على ثوابته ومقدساته والتي تعتبر أفظع من جرائم الحرب التي يمارسها الاحتلال .
إلاّ أن حماس بحرصها على المصالحة الفلسطينية ، ونظرتها إلى أبناء شعبها بعيني الرحمة ، ارتأت دراسة الورقة المصرية بتمعن ، ولم ترفض الورقة حتى لا تتهم أنها لا تريد المصالحة ، ولكنها لا تعتبر للوقت المحدد اعتبار ، ولا تجعله سيف مسلط على رقاب الشعب الفلسطيني ، ولا تنجر وراء ردود الفعل ضد التيار الخائن ، آخذة بعين الاعتبار الغضب الفلسطيني والعالمي من فريق رام الله ، لسحبه طلب التصويت على غولدستن ، وبالعين الأخرى معتبرةً مصلحة الشعب الفلسطيني أولاً وأخيراً وأين موقعه من الإعراب .
وباتت حماس تُعرب في ورقة المصالحة المصرية ، وأصابع الاتهام توجه إليها بالمماطلة وعدم الجدية في الدعوة إلى المصالحة ، إلاّ  أن حماس تُصر على إخراج المصالحة بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني ويحافظ على ثوابته وكرامة المنتصر التي ترفض المساواة بين الضحية والجلاد ، والاعتراف بالاحتلال ، وبحثت حماس عن كل السبل التي تقيها من لدغات العقرب الماكر إذا ما ركب الآخر ركب المصالحة ، وأرادت بتحفظاتها أن تقي ظهرها وظهر الشعب الفلسطيني من الخيانة المتوقعة من أناس باعوا أنفسهم للشيطان ..
ناهيك على أن ورقة المصالحة المصرية ( الأخيرة ) والتي وقعت عليها فتح ، ينقصها الكثير من نقاط الاتفاق التي تمت في جلسات الحوار ، وأضيف إليها ما لم يتم الاتفاق عليه أو الحديث عنه أصلاً . وهذا ما يوقع المقاومة في شرك الصياد وهو الذي أبصرته حماس وفصائل الممانعة في الورقة المطروحة ، وبعبارة أخرى إن ورقة المصالحة المطروحة تحتاج إلى جلسات حوار للمصالحة عليها ، لأنها تسقط الشيء الكثير مما تم الاتفاق عليه ، وتركز على الأوامر العباسية بإجراء الانتخابات  ، والحديث عن سلاح المقاومة أكثر من نصف الورقة بما يخدم مصالح الاحتلال.
فلن تقبل حماس ولا فصائل المقاومة أو حتى الشعب الفلسطيني أن يكونوا ذلك الضفدع الذي أمّن لمكر العقرب وشهوته الجامحة في اللدغ من الظهر والخيانة .
ونسي أولئك الأوغاد من عقارب المقابر ( الصفراء ) المتراقصون على جثث الأموات ، أنهم إن خرقوا السفينة فسيكونون أول الهلكى ، ولن يُسمح لهم بذلك ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام)

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام) عزيزي: نبي الله زكريا.. أحاول فهم الدعاء الذي قلته عندما وجدت رزقاً عند من كفلتها، ...