الخميس، 7 يونيو 2018

كيف أثبت ذاتي وأنت غير موجود يا عزيز أبيك

كيف أثبت ذاتي وأنت غير موجود يا عزيز أبيك
 

ها هو رمضان الحادي عشر على الأبواب
في كل عام أشتري لعبة لوالدتك خروف 🐑 فانوس 🏮 كنت قد جمعت الكثير منها وأنا أنتظر يديك القطنية لكي تلتقط مني كرة أو وجه مبتسم
كنت قد اشريت مقعدَ💺 هواء صغير لتقفز عليه، وأعددت لك مجموعة من الكتب الصغيرة لأقرأها لك..
يوما عدت من العمل فوجدت والدتك قد قلبت ديكور غرفتك بطلاء زهري وليلكي وأكملت معها الطلاء فشوهت منظر السقف ولكنه ما بقي متمسكاً.
ولكن ما جمعته يا ولدي طوال سبع سنوات ذهب أدراج الرياح وقت أن قتل الصهاينة حلمي وهدموا بيتي وذهب كل شي.
لم استسلم يا عزيز أبيك، بدأت بجمع ألعاب أخرى من أجلك أنت، فاشتريت عروسة وعريس على شكل حصالة، وكرة بلورية تعكس براءة طفولتك، تصدر نوعا من الموسيقى المبهجة.
كانت والدتك قد اشترت مزيداً من الألعاب وأخفتها عني، دب 🐻 راقص، وزرافة، ومقعد لعروسين، وأربعة وجوه مبتسمة هذا 😊 وهذا 😍 وهذا 😛 وهذا 😎.. الآن نزين بها المنزل وتنتظرك لتكون أنت سيدها.
الإبتسامة يا عزيز أبيك ما زالت ناقصة، في كل رمضان كنت أعد نفسي لاستقبالك وايقاظك للسحور، كنت سأصطحبك لتشهد صلاة المغرب وتوزيع التمور، وأعطيك ثلاثة تمرات.
أتعلم كم مرة قلبت عيني في السماء، أتعلم كم مرة ابيضت عيني من البكاء، أم أنك لا تعلم كم احتضنت والدتك بألم أواسيها لوحدتنا على أمل اللقاء.
يا عزيز أبيك لقد تأخرت كثيراً، كنت سأعلمك أن اليقظة مع فجر الصلاة، وتقبيل يد والدتك ثلاثاً ويدي واحدة، والدراسة يا حبيبي قدرنا المحتوم، وإذا جنّ الليل فالبيوت تقفل أبوابها قبل سطوع النجوم.
بيت جدتك الذهاب إليه فريضة، وتقبيلها عبادة، والنظر في قسمات وجهها يخبرك مدى الإشتياق ووعثاء الزمن.
أتعلم يا عزيز أبيك أن فانوس 🏮 رمضان صمدته والدتك في المنزل منذ أسبوع، لم يلعب به أحد، نزيل عنه التراب كل عام ونعيده من جديد.
كم اشتقت لنعومة قدميك ألاعبها بلحيتي المتواضعة، وأقبل يديك الدافئة بعنفوان الاشتياق الطويل.
لقد كبرت يا ولدي وكبر الهم في قلبي، ألا ترحم دموع والدتك التي تبحث عنك كل مساء.
أتعلم أني أخشى الأيام إذا سارت والشمس إذا أشرقت، كيف سيكون الحال إذا انحنى الظهر وعلى العصا ارتكز، فها أنا اموت كل يوم.
سأشتري هذا العيد بلالين 🎈 كمثل كل عيد، لا تتأخر أنا في انتظارك
عندما تأتي سأشعر أني موجود
وأثبت ذاتي
#ثورة_قلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام)

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام) عزيزي: نبي الله زكريا.. أحاول فهم الدعاء الذي قلته عندما وجدت رزقاً عند من كفلتها، ...