دولة مدنية أم دولة دينية !! ماذا تريد الشرعية الإسلامية منّا !
قال الله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
على هذا يجب أن نحدد ماذا تريد الشريعة الإسلامية من العباد ،، هل هي دولة مدنية أم دولة دينية .. في البداية يجب أن نعّرف كل الدولتين ونرى الفرق بينهما .. وهل حقيقة يوجد مسمّى دولة دينية في الإسلام ..
حكم الإسلام العالم منذ أن أقام النبي صلى الله عليه وسلم الدولة في المدينة المنورة .. حتى سقوط الخلافة العثمانية في مطلع التسعينات .. لم نسمع في فترة الحكم هذه مسمّى الدولة الدينية بمعناها المفزّع الذي يستخدمه بعض العلمانيين والليبراليين لارعاب الناس من الإسلاميين ..
الإسلام جاء بدولة مدنية ذات مرجعية اسلامية ، وهذا ليس عيب في فكر الحركات الإسلامية ، فكل الدول تكون لها مرعياتها في الحكم حسب خلفية الحضارة لتلك البلاد ، وبما أن الأمر يدور في دولة اسلامية فإن المرجعية هُنا تكون للإسلام ..
الدولة الدينية بمعناها ( الفزاعة ) التي يستخدمها العلمانيون لتشويه صورة الإسلاميين هي ما كان يعرف في أوروبا قبل الثورة على الكنيسة بـ ( الثيوقراطية ) الذي يعني حكم رجال الدين وادعائهم بالتفويض المطلق من الله حتى في ادخال الناس الجنة والنار .. وهذا ما كانت تمارسه الكنيسة في أوروبا .. وبما أنها مفوضة من الله فيجب أن تحكم الناس حتى في نوع لباسهم ، وتحكم معقد في أمور الحياة وتعظيم رجال الدين حتى يصلوا إلى مرحلة الكهنوت ، وهذا ما ينفيه الإسلام ولا يريده ..
بل على العكس إن الأنظمة العلمانية الموجودة جبراً في عوالمنا الإسلامية ، هي التي قهرت الناس ، وأتت بالقوة وسرقت ونهبت ، وبعضها بعثية افترت وأحرقت كنظام العراق .. والاشتراكية ليست عن ذلك ببعيد ..
العلمانيون هم الذين أسسوا الدول المستبدة ، ويحاولون الصاق المفهوم الخاطئ بالدولة الدينية في عقول الناس حتى ينفروا الناس من محاولات الإسلاميين للوصول إلى سدة الحكم في البلاد الإسلامية وبطرق سلمية , وعندما يصلوا إلى ذلك يبدأون بوضع ألف عصاة في دواليبها حتى تفشل وهذا ما حدث وأجهض المحاولة الجزائرية والفلسطينية والمصرية والتونسية والتركية حتى ..
وهُنا ألوم بعض الإسلاميين على تمسكهم بمسمى الدينية فقط دون التمسك بالجوهر ، وماذا يريد الإسلام منّا .. الدولة المدنية هي مرادفة للدينية في اسلامنا وكلاهما ينبع من نفس التفسير .. هي دولة ذات مرجعية اسلامية .. وسموها كيفما شئتم ..
والتصور بأن الدولة المدنية عكس الدولة الدينية هو تصور مغلوط ، لأن القانون يقول بأن الدولة المدنية عكسها الدولة العسكرية والتي يحكمها العسكر إما بانقلاب أو تسيير أمور كما حدث في مصر . والتعريف الأقرب للدولة المدنية هي التي تعبر عن المجتمع وتكون وكيلة له وتستند لقيمه، ويختار فيها المجتمع حكامه وممثليه ويعزلهم ويحاسبهم، وبهذا التعريف تصبح الدولة المدنية مطابقة لمعظم الاتجاهات السياسية الإسلامية.
ثم لماذا لا يحاول الإسلاميين التكيف حول الشروط العلمانية المفروضة ( المحمية من الغرب ) حول قوانين الوصول إلى الحكم وليبدأ التغيير من الأعلى ,, واقناع الناس بالتجربة الإسلامية بتقديم بنرامج وصورة حسنة عن الإسلاميين في الحكم حتى يعود كل شيء إلى مساره الصحيح ..
الشرعية الإسلامية تريد منّا تطبيق أحكامها في مجالات حياتنا ودعوتنا وأخلاقنا وثقافتنا ، والنصح لمجتمعنا ، وتطبيق الحدود .. سواء كان الدولة الدينية أو المدنية .. فلا نتشدق عند أسماء ونترك الجوهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق