الإعجاز العلمي حقيقية أم وهم
لن أستند في مقالي هذا إلى أي كتاب أو مقال ولكن إلى منطقي وعقلي فقط وغيرتي على الإسلام الذي شوهه البعض ولربما يدخلني أحدهم في قول - من تمنطق فقد تزندقن-
أبهرني القرآن الكريم يوم كنت أدرس في الجامعة بمدى الدقة في اختيار الألفاظ المناسبة في المكان الكناسب كقوله تعالى على لسان النملة (ليحطمنكم سليمان) واستخدمت لفظ التحطيم لأن جسم النملة يتكون من خلايا صلبة تتسكر وتتحطم ولها هيكل خراجي صلب جدا...
ما يحزنني أن من اكتشف الجسم الصلب هم علماء الغرب والشرق وقام باثباته في كتاب الله هم علماء الإعجاز العلمي، ولا أدري صراحة في هذه الحالة هل القرآن يثبت صحة العلم أم العلم يثبت صحة القرآن وفي كلا الحالتين الأمر جيد للبشرية ولا يمكن أن يتعارض العلم والقرآن، ولكن الأخطر في هذا مدى تخلف المسلمين وجهلهم لما بين يديهم من آيات الله فهو كتاب لا ريب فيه ولم يفرط الله تعالى في هذا الكتاب في شيء ينفع الناس في الدنيا والآخرة، وهذا مصداق لقول الله تعالى في وصف الرجل - حسب الراجح - الذي أتى بعرش بلقيس (فقال الذي عنده علم من الكتاب) والقرآن الكريم خاتم الكتب وجامعها ولو كان عندنا علم من الكتاب لصنعنا ما صنع.
كما استمعت في كتب شعراوي رحمه الله عن اعجاز القرآن، وبعض الفهم الخاص أثناء تلاوتي للقرآن وربطه بأحداث كونية بعد عودتي للتفاسير والشروح وحديث الله تعالى عن الشمس والقمر والبرزخ والنجوم والسماء كل هذا امر ممتاز لا مشكلة فيه..
مشكلتي مع الإعجاز العلمي :
1. صعقت أثناء تقليبي في صفحات فتاوى بعض علماء التيار السلفي - الوهابي- من المعاصرين وقد شاهدت محاضرة لأحد دعاة السلفية وهو يثبت صحة الفتوى بأن الشمس هي من تدور حول الأرض وليس الأرض والطامة الكبرى استشهادهم بقوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها)، ثم يكمل فضيلة الداعية بكل استخفاف لو أن الأرض تدور حول نفسها نقلع بالطائرة ونقف مكاننا وننتظر الأرض حتى تدور ثم نهبط.. 😢 علماء الغرب أفنوا أعمارهم في اثبات الحقائق العلمية وكروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس وحول مركز الارض وهذا ينكرها وهو يلعب في عقاله السعودي.. ويا قلب لا تحزن، وأعتقد أن علماء وكالة ناسا الفضائية لم يسمعوه لأهم سينتحرون وقتها.
2. الحسابات الكونية : كثير من الحسابات التي يقوم بها البعض للاستدلال على بعض أحداث العالم كتحرير فلسطين وسقوط أمريكيا وفتح روما ويوم القيامة وكم مرة تكرر ذلك الحرف وتلك الكلمة وهذا الشطر والتنظير للأحداث الإرهابية بأنها مذكورة في القران بالتاريخ كحدث 11 سبتمبر بأنها في سورة التوبة، ووما يحدث غصة في القلب أننا بعد الحدث، ألا يسالوا أنفسهم ماذا لو لم تحرر فلسطين في الموعد المحدد؟ وماذا لو لم تسقط أمريكيا في الموعد القرآني أو تفتح روما؟ أو تقوم القيامة؟ وخزعبلات تأييد القران الكريم للاحداث الاجرامية الذي ارتد العالم به عن الدين؟ أظن أن الردة وقت اكتشاف هذه الخداعات ستكون بالجملة واثمها في رقبة علماء الإعجاز العلمي.
2. الأمراض الجسدية والحسية:
عجباً عجاب ما نسمعه في تشخيص الداء والدواء في خرافات الإعجاز العلمي ويدعون أنه من القرآن، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله. رواه البخاري.) ولأبي داود والترمذي عن أسامة بن شريك قال: (قالت الأعراب: ألا نتداوى يا رسول الله؟ قال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحداً، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم.)
عجبت قبل أيام من مدعي للاعجاز العلمي يقول أن من تأخر في الإنجاب فليفعل ما فعله زكريا عليه السلام ويصوم ثلاثة أيام لا يكلم الناس فيهن الا رمزا وفي هذا الجنون توقفت على ثلاثة محطات :
المحطة الأولى: ماذا لو صام ثلاثة أيام ولم ينجب؟ اياك أن تجيب أن العيب في المتداوي بأنه لم يخلص لله، فهذا يقدح في صحة الآية التي يحتج بها (فيه شفاء للناس) ولم يقل للمسلمين فقط، وأيضاً لا يجوز أن نقول العلة في الدواء لأن الدواء هو كتاب الله ولا يصح الطعن فيه، إذا فالخلل الحقيقي في مشخص الداء الذي وصف الدواء.
المحطة الثانية: إن زكريا عليه السلام صام الثلاثة أيام بعد أن استجاب له الله وبشره بالغلام وأصلح له زوجه فلا يعقل أن يكون العلاج متأخر عن النتيجة.
المحطة الثالثة: في كتب التفسير أن صوم الثلاثة أيام هي طلب من زكريا عليه السلام لأنه استغرب في البداية على قدرة الله تعالى على رزقه الذرية من امرأة عجوز وعاقر فكانت آية تأديبية.
ناهيك عن بعض الأمراض الأخرى التي يصرفون لها دواء من القران على ورق مكتوب في الزعفران كعيادة مشهورة في خانيونس وأخرى في دير البلح وواحدة في النصيرات والعشرات منتشرين في قطاع غزة ينطقون باسم الرب وما تصف ألسنتهم إلا الكذب والافتراء على الله وكتاب الله وسنة نبيه.
فإذا كان القرآن عبارة عن روشتات للعلاج فلنغلق كليات الطب وجامعات العالم ونكتفي بعلماء الإعجاز وعندها أبشركم بكم الآفات التي ستقضي على هذه الأمة بالعامي - حنعفن-
3. خرافة تلبس الجن وجلاد القرآن :
لن أتحدث في انكار تلبس الجن للانسان فهو عندي قطعي الدلالة ولا جدال فيه، فلا يستوي عندي اختلاط روح الشيطان الخبيثة بروح الإنسان الطاهرة التي هي من روح الله..
العلاج من التلبس بالقران.. اعجاز علمي جديد أرجعنا إلى العصر الحجري وذهب بالناس إلى تعطيل العقول وإهمال الطب والتواكل على الله وعدم الاخذ بالأسباب الذي نحن مطالبين فيه..
1. أريد دليلا واحدا شرعيا من القرآن أو السنة النبوية يكون قطعي الدلالة على الحدث الكوني الخطير من اندماج المخلوقين الجن والإنس في جسد واحد، كما أطلب طريقة العلاج؟
2. إذا ثبت تلبس الجن وهذا محال حدوثه، ألا يكفي القران الكريم لاخراج الجن من جسد الانسان، فلماذا يستخدمون العصا والكرباج في اخراجه؟ هل عجز القرآن فاستخدمنا السوط.
3. رأيت بعض الأديان الأخرى كالمسيحية يخرج الجن بالصليب، وهذا أمر محرج، فكيف يعالج الانسان بالإنجيل المزور ويكون علاجا ناجحا؟
أخيرا مع طول القائمة التي لم أذكرها من المشاكل:
الاعجاز العلمي قد تكون له حقيقة وهذا ما أؤمن به، ولكن الخزعبلات التي اتجه لها المخرفون والدجالون يجعلوني أتوقف كثيرا أمام ضلال كثير منهم لعقول الناس.
اللهم علمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما
لن أستند في مقالي هذا إلى أي كتاب أو مقال ولكن إلى منطقي وعقلي فقط وغيرتي على الإسلام الذي شوهه البعض ولربما يدخلني أحدهم في قول - من تمنطق فقد تزندقن-
أبهرني القرآن الكريم يوم كنت أدرس في الجامعة بمدى الدقة في اختيار الألفاظ المناسبة في المكان الكناسب كقوله تعالى على لسان النملة (ليحطمنكم سليمان) واستخدمت لفظ التحطيم لأن جسم النملة يتكون من خلايا صلبة تتسكر وتتحطم ولها هيكل خراجي صلب جدا...
ما يحزنني أن من اكتشف الجسم الصلب هم علماء الغرب والشرق وقام باثباته في كتاب الله هم علماء الإعجاز العلمي، ولا أدري صراحة في هذه الحالة هل القرآن يثبت صحة العلم أم العلم يثبت صحة القرآن وفي كلا الحالتين الأمر جيد للبشرية ولا يمكن أن يتعارض العلم والقرآن، ولكن الأخطر في هذا مدى تخلف المسلمين وجهلهم لما بين يديهم من آيات الله فهو كتاب لا ريب فيه ولم يفرط الله تعالى في هذا الكتاب في شيء ينفع الناس في الدنيا والآخرة، وهذا مصداق لقول الله تعالى في وصف الرجل - حسب الراجح - الذي أتى بعرش بلقيس (فقال الذي عنده علم من الكتاب) والقرآن الكريم خاتم الكتب وجامعها ولو كان عندنا علم من الكتاب لصنعنا ما صنع.
كما استمعت في كتب شعراوي رحمه الله عن اعجاز القرآن، وبعض الفهم الخاص أثناء تلاوتي للقرآن وربطه بأحداث كونية بعد عودتي للتفاسير والشروح وحديث الله تعالى عن الشمس والقمر والبرزخ والنجوم والسماء كل هذا امر ممتاز لا مشكلة فيه..
مشكلتي مع الإعجاز العلمي :
1. صعقت أثناء تقليبي في صفحات فتاوى بعض علماء التيار السلفي - الوهابي- من المعاصرين وقد شاهدت محاضرة لأحد دعاة السلفية وهو يثبت صحة الفتوى بأن الشمس هي من تدور حول الأرض وليس الأرض والطامة الكبرى استشهادهم بقوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها)، ثم يكمل فضيلة الداعية بكل استخفاف لو أن الأرض تدور حول نفسها نقلع بالطائرة ونقف مكاننا وننتظر الأرض حتى تدور ثم نهبط.. 😢 علماء الغرب أفنوا أعمارهم في اثبات الحقائق العلمية وكروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس وحول مركز الارض وهذا ينكرها وهو يلعب في عقاله السعودي.. ويا قلب لا تحزن، وأعتقد أن علماء وكالة ناسا الفضائية لم يسمعوه لأهم سينتحرون وقتها.
2. الحسابات الكونية : كثير من الحسابات التي يقوم بها البعض للاستدلال على بعض أحداث العالم كتحرير فلسطين وسقوط أمريكيا وفتح روما ويوم القيامة وكم مرة تكرر ذلك الحرف وتلك الكلمة وهذا الشطر والتنظير للأحداث الإرهابية بأنها مذكورة في القران بالتاريخ كحدث 11 سبتمبر بأنها في سورة التوبة، ووما يحدث غصة في القلب أننا بعد الحدث، ألا يسالوا أنفسهم ماذا لو لم تحرر فلسطين في الموعد المحدد؟ وماذا لو لم تسقط أمريكيا في الموعد القرآني أو تفتح روما؟ أو تقوم القيامة؟ وخزعبلات تأييد القران الكريم للاحداث الاجرامية الذي ارتد العالم به عن الدين؟ أظن أن الردة وقت اكتشاف هذه الخداعات ستكون بالجملة واثمها في رقبة علماء الإعجاز العلمي.
2. الأمراض الجسدية والحسية:
عجباً عجاب ما نسمعه في تشخيص الداء والدواء في خرافات الإعجاز العلمي ويدعون أنه من القرآن، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله. رواه البخاري.) ولأبي داود والترمذي عن أسامة بن شريك قال: (قالت الأعراب: ألا نتداوى يا رسول الله؟ قال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحداً، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم.)
عجبت قبل أيام من مدعي للاعجاز العلمي يقول أن من تأخر في الإنجاب فليفعل ما فعله زكريا عليه السلام ويصوم ثلاثة أيام لا يكلم الناس فيهن الا رمزا وفي هذا الجنون توقفت على ثلاثة محطات :
المحطة الأولى: ماذا لو صام ثلاثة أيام ولم ينجب؟ اياك أن تجيب أن العيب في المتداوي بأنه لم يخلص لله، فهذا يقدح في صحة الآية التي يحتج بها (فيه شفاء للناس) ولم يقل للمسلمين فقط، وأيضاً لا يجوز أن نقول العلة في الدواء لأن الدواء هو كتاب الله ولا يصح الطعن فيه، إذا فالخلل الحقيقي في مشخص الداء الذي وصف الدواء.
المحطة الثانية: إن زكريا عليه السلام صام الثلاثة أيام بعد أن استجاب له الله وبشره بالغلام وأصلح له زوجه فلا يعقل أن يكون العلاج متأخر عن النتيجة.
المحطة الثالثة: في كتب التفسير أن صوم الثلاثة أيام هي طلب من زكريا عليه السلام لأنه استغرب في البداية على قدرة الله تعالى على رزقه الذرية من امرأة عجوز وعاقر فكانت آية تأديبية.
ناهيك عن بعض الأمراض الأخرى التي يصرفون لها دواء من القران على ورق مكتوب في الزعفران كعيادة مشهورة في خانيونس وأخرى في دير البلح وواحدة في النصيرات والعشرات منتشرين في قطاع غزة ينطقون باسم الرب وما تصف ألسنتهم إلا الكذب والافتراء على الله وكتاب الله وسنة نبيه.
فإذا كان القرآن عبارة عن روشتات للعلاج فلنغلق كليات الطب وجامعات العالم ونكتفي بعلماء الإعجاز وعندها أبشركم بكم الآفات التي ستقضي على هذه الأمة بالعامي - حنعفن-
3. خرافة تلبس الجن وجلاد القرآن :
لن أتحدث في انكار تلبس الجن للانسان فهو عندي قطعي الدلالة ولا جدال فيه، فلا يستوي عندي اختلاط روح الشيطان الخبيثة بروح الإنسان الطاهرة التي هي من روح الله..
العلاج من التلبس بالقران.. اعجاز علمي جديد أرجعنا إلى العصر الحجري وذهب بالناس إلى تعطيل العقول وإهمال الطب والتواكل على الله وعدم الاخذ بالأسباب الذي نحن مطالبين فيه..
1. أريد دليلا واحدا شرعيا من القرآن أو السنة النبوية يكون قطعي الدلالة على الحدث الكوني الخطير من اندماج المخلوقين الجن والإنس في جسد واحد، كما أطلب طريقة العلاج؟
2. إذا ثبت تلبس الجن وهذا محال حدوثه، ألا يكفي القران الكريم لاخراج الجن من جسد الانسان، فلماذا يستخدمون العصا والكرباج في اخراجه؟ هل عجز القرآن فاستخدمنا السوط.
3. رأيت بعض الأديان الأخرى كالمسيحية يخرج الجن بالصليب، وهذا أمر محرج، فكيف يعالج الانسان بالإنجيل المزور ويكون علاجا ناجحا؟
أخيرا مع طول القائمة التي لم أذكرها من المشاكل:
الاعجاز العلمي قد تكون له حقيقة وهذا ما أؤمن به، ولكن الخزعبلات التي اتجه لها المخرفون والدجالون يجعلوني أتوقف كثيرا أمام ضلال كثير منهم لعقول الناس.
اللهم علمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق