الثلاثاء، 8 مارس 2016

لماذا في هذا التوقيت ؟ لماذا القناة الإسرائيلية العاشرة ؟

لماذا في هذا التوقيت ؟ لماذا القناة الإسرائيلية العاشرة ؟

 من مدونتي القديمة أبو عبدالرحمن ثورة قلم
 


 
بالطبع لن أقف بجوار محمود عباس الرئيس منتهي الولاية ، ولكن عندما بدأت إسرائيل بتسريب المعلومات بعدم رغبتها في مشاركة عباس عملية السلام المزعومة وأنه غير كفؤ للمرحلة الحالية ، في هذا الوقت أطل علينا فهمي شبانه بثوب الوطنية ويدعي انه يريد أن يفضح المتورطين في قضايا الفساد ، وبالفعل قام بنشر تقارير مالية تفيد باختلاسات من مؤسسة الرئاسة ، وشريط مصور لفضيحة أخلاقية لرفيق الحسيني ، وبدأ يطلق الاتهامات يمنة ويسرة ويضرب في جميع الاتجاهات . 
 
والعقل يسأل الآن لماذا في هذا الوقت بالذات .. هل الهدف منه هو إسقاط محمود عبايس باسم الوطنية ، أم هي فعلاً صحوة ضمير من قبل مسئول ملف الفساد في الاستخبارات الضفاوية .
 
مع أن فهمي شبانه استثنى اتجاه واحد – محمد دحلان- لم يقترب منه مع أنه الأكثر فسادا في مؤسسة فتح ، وتعاونا مع الاحتلال وهذا تؤيده الصور العلنية التي ظهرت لدحلان مع رؤساء في الجيش الصهيوني ، إلاّ إذا كان شبانه لا يعتبر التنسيق الأمني مع الاحتلال فساد وجريمة ، مع أنه ذكر في مقابلاته على الفضائيات أنه قدم ثلاثة أشخاص للمحاكمة بتهمة التخابر مع الاحتلال وحكم عليهم بالإعدام إلاّ أن الأيدي الخفية قامت بتخفيف الحكم إلى ثلاث سنوات .
 
وهذا يذهب بنا إلى جواب محتمل للسؤال الثاني ( لماذا القناة الإسرائيلية العاشرة ؟) ، مستدركا شبانه قبل سؤاله عن سر الثقة بالقناة الإسرائيلية العاشرة ، بأنه ذهب إلى الأنظمة العربية ولم تقبل من جهتها احتضان هذه الفضائح ، وأبرر موقف الدول العربية بسببين :
1.      بأن الدول العربية وقعت في فضائح أكثر من تلك المنسوبة لرام الله .
2.      الدول العربية لا تقحم نفسها في الصراع الفتحاوي الداخلي لأنها تخشى أن تقع فريسة للتيار المتصهين داخل مؤسسة السلطة . 
 
وأعتقد أن شبانه كان يعلم بأن الدول العربية لن تقبل بهذا الأمر ، فهو يهز عروشها قبل أن يهز عرش عباس ، واختيار إسرائيل العاشرة يبقى له هدفه وخباياه التي أصبحت محط التحليل والظنون .
 
مع أن إسرائيل هي التي هدمت منزل شبانه إلا أنه فضل الاحتماء بها وبقناتها العاشرة ، وكذلك إسرائيل التي استقبلت شبانه بعد أن كانت ترفضه عندما كان مقدسيا ، ولعل فهمي شبانه وجد طريق الانتقام من أولئك النفر لأنهم تخلوا عنه في وقت محنته .
وفي تصريح له قال شبانه أنه يريد شقة في غزة ، للهرب من أي محاولة اغتيال أو الهرب من أي محاولة اعتقال سلطوية عبر التنسيق الأمني ، وأشار إلى هذا الأمر في ضحكةٍ رأيت فيها صفار سريرته .
 
قدومه إلى غزة يعني أنه سيكون في حضن حماس وحمايتها ، ولعل التقرب من حماس  هو هدفه من هذه الزوبعة التي أثارها .
وإذا خشي البعض من الذين يتسمون الخير في شبانه أن يقع فريسة التنسيق الأمني ويقبع في غيابات السجن ، وهذا ما لا أتمناه إن كان صادقاً ، فأعتقد أنه في هذه الحالة يدفع ضريبة الصدق والوطنية الذي شُرح إليه صدره ، ويكفّر عن ذنوبه التي اقترفها في الاستخبارات ، كما دفع تلك الضريبة أبناء الإسلام العظيم على مدار سنوات طوال وما زالوا يدفعونها لليوم .
والمحلل للشريط الذي أدلى به شبانه ، يجد أن الشريط دليل واضح على احتراف شبانه لعمليات الإسقاط وهذا باعترافه ، حيث اعترف أن الفتاة كانت على صلة به .
 
وأعتقد أن الأيام القادمة ستكون مليئة بالمفاجئات التي تقلب الطاولة على شبانه ومن اتهمهم بالفساد ، وتتغير قواعد اللعبة في الضفة الغربية لصالح التيار الإسلامي ، ويبقى كشف الفضائح لمرتزقة السلطة هو أمر جيد بغض النظر عن خباياه .
إلى حين ذلك أفضل أن تنأى حماس ، وأن تقوم بتعزيز هذه الظاهرة – كشف فساد السلطة – بعيداً عنها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام)

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام) عزيزي: نبي الله زكريا.. أحاول فهم الدعاء الذي قلته عندما وجدت رزقاً عند من كفلتها، ...