لماذا في هذا
التوقيت ؟
لماذا القناة الإسرائيلية
العاشرة ؟
من مدونتي القديمة أبو عبدالرحمن ثورة قلم
بالطبع لن أقف
بجوار محمود عباس الرئيس منتهي الولاية ، ولكن عندما بدأت إسرائيل بتسريب
المعلومات بعدم رغبتها في مشاركة عباس عملية السلام المزعومة وأنه غير كفؤ للمرحلة
الحالية ، في هذا الوقت أطل علينا فهمي شبانه بثوب الوطنية ويدعي انه يريد أن يفضح
المتورطين في قضايا الفساد ، وبالفعل قام بنشر تقارير مالية تفيد باختلاسات من
مؤسسة الرئاسة ، وشريط مصور لفضيحة أخلاقية لرفيق الحسيني ، وبدأ يطلق الاتهامات
يمنة ويسرة ويضرب في جميع الاتجاهات .
والعقل يسأل الآن
لماذا في هذا الوقت بالذات .. هل الهدف منه هو إسقاط محمود عبايس باسم الوطنية ،
أم هي فعلاً صحوة ضمير من قبل مسئول ملف الفساد في الاستخبارات الضفاوية .
مع أن فهمي شبانه
استثنى اتجاه واحد – محمد دحلان- لم يقترب منه مع أنه الأكثر فسادا في مؤسسة فتح ،
وتعاونا مع الاحتلال وهذا تؤيده الصور العلنية التي ظهرت لدحلان مع رؤساء في الجيش
الصهيوني ، إلاّ إذا كان شبانه لا يعتبر التنسيق الأمني مع الاحتلال فساد وجريمة ،
مع أنه ذكر في مقابلاته على الفضائيات أنه قدم ثلاثة أشخاص للمحاكمة بتهمة التخابر
مع الاحتلال وحكم عليهم بالإعدام إلاّ أن الأيدي الخفية قامت بتخفيف الحكم إلى
ثلاث سنوات .
وهذا يذهب بنا إلى
جواب محتمل للسؤال الثاني ( لماذا القناة الإسرائيلية العاشرة ؟) ، مستدركا شبانه
قبل سؤاله عن سر الثقة بالقناة الإسرائيلية العاشرة ، بأنه ذهب إلى الأنظمة
العربية ولم تقبل من جهتها احتضان هذه الفضائح ، وأبرر موقف الدول العربية بسببين
:
1.
بأن الدول
العربية وقعت في فضائح أكثر من تلك المنسوبة لرام الله .
2.
الدول
العربية لا تقحم نفسها في الصراع الفتحاوي الداخلي لأنها تخشى أن تقع فريسة للتيار
المتصهين داخل مؤسسة السلطة .
وأعتقد أن شبانه
كان يعلم بأن الدول العربية لن تقبل بهذا الأمر ، فهو يهز عروشها قبل أن يهز عرش
عباس ، واختيار إسرائيل العاشرة يبقى له هدفه وخباياه التي أصبحت محط التحليل
والظنون .
مع أن إسرائيل هي
التي هدمت منزل شبانه إلا أنه فضل الاحتماء بها وبقناتها العاشرة ، وكذلك إسرائيل
التي استقبلت شبانه بعد أن كانت ترفضه عندما كان مقدسيا ، ولعل فهمي شبانه وجد
طريق الانتقام من أولئك النفر لأنهم تخلوا عنه في وقت محنته .
وفي تصريح له قال
شبانه أنه يريد شقة في غزة ، للهرب من أي محاولة اغتيال أو الهرب من أي محاولة
اعتقال سلطوية عبر التنسيق الأمني ، وأشار إلى هذا الأمر في ضحكةٍ رأيت فيها صفار
سريرته .
قدومه إلى غزة يعني
أنه سيكون في حضن حماس وحمايتها ، ولعل التقرب من حماس هو هدفه من هذه الزوبعة التي أثارها .
وإذا خشي البعض من
الذين يتسمون الخير في شبانه أن يقع فريسة التنسيق الأمني ويقبع في غيابات السجن ،
وهذا ما لا أتمناه إن كان صادقاً ، فأعتقد أنه في هذه الحالة يدفع ضريبة الصدق
والوطنية الذي شُرح إليه صدره ، ويكفّر عن ذنوبه التي اقترفها في الاستخبارات ،
كما دفع تلك الضريبة أبناء الإسلام العظيم على مدار سنوات طوال وما زالوا يدفعونها
لليوم .
والمحلل للشريط
الذي أدلى به شبانه ، يجد أن الشريط دليل واضح على احتراف شبانه لعمليات الإسقاط
وهذا باعترافه ، حيث اعترف أن الفتاة كانت على صلة به .
وأعتقد أن الأيام
القادمة ستكون مليئة بالمفاجئات التي تقلب الطاولة على شبانه ومن اتهمهم بالفساد ،
وتتغير قواعد اللعبة في الضفة الغربية لصالح التيار الإسلامي ، ويبقى كشف الفضائح
لمرتزقة السلطة هو أمر جيد بغض النظر عن خباياه .
إلى حين ذلك أفضل أن
تنأى حماس ، وأن تقوم بتعزيز هذه الظاهرة – كشف فساد السلطة – بعيداً عنها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق