الثلاثاء، 8 مارس 2016

على أعتاب الذكرى .. أفتقدك أبتاه !

على أعتاب الذكرى .. أفتقدك أبتاه !

من مدونتي القديمة أبو عبدالرحمن ثورة قلم

 

وجب علينا أن نقف للحظات نكرم فيها الشخص الذي يستحق التكريم ،،
  لنكتب أسطرنا في حق الأب ومعنى الأبوة :   

اعتقاد:
أعتقد أنه لو سالني أحد ما هذا السؤال وأنا في الجنة (إن شاء الله ) سأقول أبي ،،

عاطفة ونظرة رحمة:
الأب حلقة مفقودة في حياة الكثيرين من الأيتام الذي يعتقد البعض أنه قد يستطيع أن يعوضها بالمال ،، وتتكأكأ عليك الجميعات للمساعدة،، والمعونة والكوبونات والكفالات وزكوات الأموال من الأقارب ومعاش الوالد ،، يعني يصبح اليتيم وكأنه ابن شخصية غنية وربما يعيش أفضل من ابن وزير في الحكومة الحالية،،

لكن لا يعلم هؤلاء جميعاً مشكورين على جهودهم النيرة لإسعاد الأيتام أن الأب يكون حلقة مفقودة في قلب وعقل ذلك اليتيم الذي يحاول أن يذكر هذه الكلمة لشخص ماه فلا يجد من يستحق أن يكون بدلاً من أبيه حافظاً عليه (فيلجأ إلى ربه) خاصة إذا كان اليتيتم من الذكور ؟!

حتى الأم قد يقول البعض أنها تسد محل الأب ولكن اقول بالجزم لا ،، قد تحل الأم مقبلة أقدامها محل جزء بسيط من الأب لكن ليس الكل فهي بالأول والأخير تفتقد زوجها اكثر من أبنائها ،،

عاطفة حقيقية:
عندما توفي أبي كنت أبكي مع الباكين حتى إذا ما وضع ابي في القبر ونزلت وقبلته في القبر فغبت عن الوعي من المنظر وأدركت أنني لن اراه بعد الآن ،، ولكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور مع وجود الجميع حولي والكل يمزح ويلعب مع ذلك اليتيم حتى أنني كنت ابيت مع اولاد عمي والكل يبحث عني كي يطعمني وكنت في غاية السعادة ،، وإذا ما دخلت البيت ونظرت إلى أمي تقطعت أوصال قلبي لرؤيتها وكلما راتني أجهشت في البكاء وضمتني إلى صدرها الدافئ الذي لا أنساه أبداً،،

وما هي إلا ثلاثة أيام حتى فارقتني المزاحات واللعب والبيات بين اولاد عمي ولم أجد سوى عائلة كانت تتكون من 11فرداً وأصبحت تتكون من 10أفراد ،، (عائلة بدون معيل) وبتنا الليلة الأولى متأمل بعضنا في عودته وننظر إلى الباب كلما فتح ننتظر هذه العودة،،

أفتقدك أبتاه :
حقيقة هي العاطفة لا خيال يتعالى عن الوصف بالسان او عبر أزرار الكيبورد بل هي تفهم بلغة الأرواح ولا أدري ماهي لغة الأرواح وما هي حقيقتها إلى أنني اظن ان الخواطر هي التي تتعلق بالعاطفة لا القلب ولا العقل وهي الروح التي تنجذب إلى الأشخاص الذي تحبهم ،، فالعقل مكان للتفكير والقلب مضخة للدماء ،، لكن هناك شيء آخر للحب والعاطفة هو الذي ينقلني إلى حيث أبتي الذي أفتقده منذ زمن ،،

لم أفتقد منك المصروف بقدر ما أفتقد تلك المحبة وذلك الحضن وتلك الإبتسامه وذلك الشيب الذي يغطي شعرك ويشعرني بأنك الرجل الأقوى في العالم كما أفقتد تلك التعنيفة إذا قصرت في الصلاة وتلك التأنيبة إذا قصرت في الدروس ،،

ولما كبرت وكبرت وصعبت مهماتي في الحياة افتقدت شيء لم يكن موجود أصلا لأني لم أكن بحاجة إليه في ذلك الوقت الذي توفي به والدي ،، هي النصيحة التي كانت تعطى بالمجان لأصدقائي من آبائهم وأجد صعوبة في أن أستشف تلك النصيحة من الأصحاب والأصدقاء ولكن بالنهاية وبعد المشقة والدحرجة في الكلام أستشف منهم بعض النصائح التي كانت تعينني كثيراً في الحياة ،، كما عوضني عن ذلك بعض الكتب الخاصة بالتربية والنشأة التي تلعمت منها القليل ،، ولكنها كانت أسهل لو تخرج من فم رجل أتخذه مثلاً في حياتي كالباقين وليكن أبي،،

خيال:
لا أخفيكم سراً أنني أتخيل أبي في كل لحظة انه سيدخل إلي من الباب مبتسماً ويقول لي كنت مسافراً وعدت ولن أقبل أن أسلم عليه لأنه لم يبرنا أنه مسافر بل رأيته يدخل في تلك الحفرة المعتمة،، ولا أدري إلى أين يذهب ،، ثم يضمني ويقبلني وأقول له سامحتك ووننظر إلى الهدايا التي اتى بها من السفر ،،

هذا ليس كل شء ولكن حتى لا أرهقكم في القراءة

سامحوني إن أطلت ولكن الاب يحتاج منا إلى وقفات عديدة لنوفيه حقه

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام)

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام) عزيزي: نبي الله زكريا.. أحاول فهم الدعاء الذي قلته عندما وجدت رزقاً عند من كفلتها، ...