خيارات حماس أقوى من خيارات عبّاس
من مدونتي القديمة أبو عبدالرحمن ثورة قلم
ينتظر محمود عباس ويماطل في المصالحة لمدة زادت عن
الوقت المعقول الذي قدره بعض المحللين السياسيين ، لحين انتهاء دورة المجلس
التشريعي في 25 يناير ، حتى يتخذ إجراءات رئاسية خاصة به وبمنظمة التحرير – حسب
ادعائها - ، وبعد أن مدد المجلس الثوري المدة الرئاسية لعباس ، رغم ان المجلس
الثوري يفتقد إلى الشرعية أصلاً ويحتاج إلى اضفاء صفة الشرعية على نفسه قبل أن
يمنحها لغيره ، مع العلم أنه ليس من حق المجلس الثوري التمديد لعباس حسب نص
القانون الأساسي .
وبدأت جميع الأمور تفقد شرعيتها في الوطن الفلسطيني
( رئيس السلطة انتهت ولايته ، والحكومة في غزة مقالة ، وحكومة فياض غير شرعية
لأنها لم تحوز على ثقة المجلس التشريعي ) ، والشرعي الوحيد الآن هو رئيس السلطة
الانتقالي د. عزيز دويك – حسب القانون الأساسي - ، غير انه مسلوب الإرادة من قبل
سلطة دايتون المتنفذة في الضفة الغربية ، وإن أصدر أي مرسوم لن يطبق إلاّ في غزة .
غير أن القانون الذي يحكم السلطة الفلسطينية بدأ
يفقد شرعيته أمام شريحة كبيرة من الفلسطينيين باعتباره قانون وضعي .
ثم يخرج علينا عباس غير مقدّراً الأزمة التي يمر
بها الشعب الفلسطيني ، والفراغ الدستوري الذي سيحل على جناحي الوطن ، فبدوره يعزز
ويرسخ الانقسام الفلسطيني ، وفي الوقت ذاته يتجاهل الخيارات القوية التي تملكها
حركة المقاومة الإسلامية حماس ، والتي ستكون صفعة قوية في وجه فريق رام الله رمته
، إذا ما أقدمت عليه حماس ، ولكن حماس تتعامل حتى هذه اللحظة بتعقل ، وترى أن
المصالحة الفلسطينية واجب شرعي واستحقاق وطني يجب أن تعمل على انجازه ، ولو قدّمت
في ذلك بعض التنازلات التي لا تضر ولا تقدح في ثوابت الشعب الفلسطيني ومقدراته ،
رغم اعتراض بعض التنازلات التي أغضبت فئة كبيرة من قاعدة حركة حماس .
ومن جهة عباس أعلن موعد الانتخابات القادمة ،
متحدياً حماس التي أكدت أنها لم تخشى يوماً الانتخابات ، إذا ضمنت النزاهة في عملة
التصويت والفرز ، وركون عباس واطمئنانه إلى نتائج الانتخابات أنها ستكون في صالحه
، هو أن حماس تورطت في قطاع غزة حسب فهمه ، وأنها غير قادرة على قيادة غزة ، وتلهث
وراء المصالحة ، ظناً منه أنه أوقع حماس في فخ المواجهة الحقيقية مع الاحتلال في عملية الرصاص المسكوب ، التي
أثبتت فشلها في تحقيق أهدافها ، مستغلاً المجازر التي ارتكبت في حق الشعب الغزي
لصالح فريق رام الله معتبراً حماس هي السبب في هذه المجازر بعد أن خلع الأخلاق ،
ويحاول عباس أن لا يطلع على الالتفاف الجماهيري حول المقاومة بعد البسالة التي
أبدتها في حرب الفرقان .
وعلى جناح الوطن ( الضفة الغربية ) ، يرى عباس أنه
لو أطلق يد حماس قبل الانتخابات بفترة وجيزة ، فلن تستطيع حماس بالضفة الغربية أن
تلملم الجراح وتقوية نفسها ، بعد الضربة التي وجهّت لحماس على مدار أربع سنوات .
ولن تكون الضربة التي وجهها عباس بمساعدة الجنرال الأمريكي دايتون أقوى من تلك
الضربة التي وجهت لحماس أواسط التسعينات من الاحتلال ، وقامت أقوى من السابق .
أما الخيارات التي يطرحها عباس إذا أصر عليها فإن خيارات حماس في ذلك الوقت ستكون
مفتوحة ومنها : -
1. تشكيل منظمة مقاومة تشمل جميع الفصائل المقاومة والتي لا تنطوي تحت منظمة
التحرير .
2. اعتبار حكومة رام الله تابعة للاحتلال الصهيوني .
ولن يتخذ الاحتلال
إجراءات أكثر تعسفاً من تلك الإجراءات المتبعة ، وتلك الاستقالة التي بلوح بها
محمود عباس غير معتبرة نظراً إلى انتهاء مدته القانونية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق