الثلاثاء، 8 مارس 2016

خيارات حماس أقوى من خيارات عبّاس

  خيارات حماس أقوى من خيارات عبّاس
من مدونتي القديمة أبو عبدالرحمن ثورة قلم
 
 
ينتظر محمود عباس ويماطل في المصالحة لمدة زادت عن الوقت المعقول الذي قدره بعض المحللين السياسيين ، لحين انتهاء دورة المجلس التشريعي في 25 يناير ، حتى يتخذ إجراءات رئاسية خاصة به وبمنظمة التحرير – حسب ادعائها - ، وبعد أن مدد المجلس الثوري المدة الرئاسية لعباس ، رغم ان المجلس الثوري يفتقد إلى الشرعية أصلاً ويحتاج إلى اضفاء صفة الشرعية على نفسه قبل أن يمنحها لغيره ، مع العلم أنه ليس من حق المجلس الثوري التمديد لعباس حسب نص القانون الأساسي .

وبدأت جميع الأمور تفقد شرعيتها في الوطن الفلسطيني ( رئيس السلطة انتهت ولايته ، والحكومة في غزة مقالة ، وحكومة فياض غير شرعية لأنها لم تحوز على ثقة المجلس التشريعي ) ، والشرعي الوحيد الآن هو رئيس السلطة الانتقالي د. عزيز دويك – حسب القانون الأساسي - ، غير انه مسلوب الإرادة من قبل سلطة دايتون المتنفذة في الضفة الغربية ، وإن أصدر أي مرسوم لن يطبق إلاّ في غزة .
غير أن القانون الذي يحكم السلطة الفلسطينية بدأ يفقد شرعيته أمام شريحة كبيرة من الفلسطينيين باعتباره قانون وضعي .

ثم يخرج علينا عباس غير مقدّراً الأزمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني ، والفراغ الدستوري الذي سيحل على جناحي الوطن ، فبدوره يعزز ويرسخ الانقسام الفلسطيني ، وفي الوقت ذاته يتجاهل الخيارات القوية التي تملكها حركة المقاومة الإسلامية حماس ، والتي ستكون صفعة قوية في وجه فريق رام الله رمته ، إذا ما أقدمت عليه حماس ، ولكن حماس تتعامل حتى هذه اللحظة بتعقل ، وترى أن المصالحة الفلسطينية واجب شرعي واستحقاق وطني يجب أن تعمل على انجازه ، ولو قدّمت في ذلك بعض التنازلات التي لا تضر ولا تقدح في ثوابت الشعب الفلسطيني ومقدراته ، رغم اعتراض بعض التنازلات التي أغضبت فئة كبيرة من قاعدة حركة حماس .

ومن جهة عباس أعلن موعد الانتخابات القادمة ، متحدياً حماس التي أكدت أنها لم تخشى يوماً الانتخابات ، إذا ضمنت النزاهة في عملة التصويت والفرز ، وركون عباس واطمئنانه إلى نتائج الانتخابات أنها ستكون في صالحه ، هو أن حماس تورطت في قطاع غزة حسب فهمه ، وأنها غير قادرة على قيادة غزة ، وتلهث وراء المصالحة ، ظناً منه أنه أوقع حماس في فخ المواجهة الحقيقية  مع الاحتلال في عملية الرصاص المسكوب ، التي أثبتت فشلها في تحقيق أهدافها ، مستغلاً المجازر التي ارتكبت في حق الشعب الغزي لصالح فريق رام الله معتبراً حماس هي السبب في هذه المجازر بعد أن خلع الأخلاق ، ويحاول عباس أن لا يطلع على الالتفاف الجماهيري حول المقاومة بعد البسالة التي أبدتها في حرب الفرقان .

وعلى جناح الوطن ( الضفة الغربية ) ، يرى عباس أنه لو أطلق يد حماس قبل الانتخابات بفترة وجيزة ، فلن تستطيع حماس بالضفة الغربية أن تلملم الجراح وتقوية نفسها ، بعد الضربة التي وجهّت لحماس على مدار أربع سنوات . ولن تكون الضربة التي وجهها عباس بمساعدة الجنرال الأمريكي دايتون أقوى من تلك الضربة التي وجهت لحماس أواسط التسعينات من الاحتلال ، وقامت أقوى من السابق .

أما الخيارات التي يطرحها عباس إذا  أصر عليها فإن خيارات حماس في ذلك الوقت ستكون مفتوحة ومنها : -
1.     تشكيل منظمة مقاومة تشمل جميع الفصائل المقاومة والتي لا تنطوي تحت منظمة التحرير .
2.     اعتبار حكومة رام الله تابعة للاحتلال الصهيوني .
ولن يتخذ الاحتلال إجراءات أكثر تعسفاً من تلك الإجراءات المتبعة ، وتلك الاستقالة التي بلوح بها محمود عباس غير معتبرة نظراً إلى انتهاء مدته القانونية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام)

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام) عزيزي: نبي الله زكريا.. أحاول فهم الدعاء الذي قلته عندما وجدت رزقاً عند من كفلتها، ...