الأحد، 20 مارس 2016

تعدد الزوجات.. سادية ذكورية، أم سنة الهية


تعدد الزوجات سادية ذكورية أم سنة إلهيه؟!! 


الكاتب: محمد سلامه
هل اهتم القرآن بقضية تعدد الزوجات مثل كتب الفقه، وهل أفرد الآيات التي تتحدث عن التعدد لعلاج فحولة الذكور، وقلوبهم التي تتسع لعشق عشرات النساء وآلاف ملك اليمين.. لنرى..! 

هذا من باب الازمة في الخلط بين الوسيلة والغاية، بين السبب والنتيجة، بين اطعام الناس ام اقامة الحد، اشباع الفقراء أم ترف الأغنياء، التبرع لبناء مساجد أم بناء مشافي وبيوت الفقراء ومدارس..  رعاية وكفالة الايتام أم تعدد الزوجات..  

لا ادري من أين تسلل للكتب ورجال الدين الباب الذي يبيح تعدد الزوجات المطلق مستشهدين بالنصف الثاني من آية التعدد، ربما يذكرون الآية كاملة ولكن لا يتم تفسير الشطر الأول من الآية.. قال تعالى{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء : 3] ، ابتعد الفقهاء عن مشكلة الأيتام ليحللوا ويحرموا في التعدد بين الزوجات،  مع أن الامر كله شرع للشرط الأول في الآية وهي رعاية الأيتام وكفالتهم، بل إنا نجد الإجرام اليوم في بلاد المسلمين أنهم يتزوجون الأرامل فيشترطوا عليها ترك أبنائها وتضطر آسفة لترك أبنائها وعادة ما يبوء هذا الزواج بالفشل، لأنه أساسا قائم على ظلم الأيتام ومخالفة صريح نص الآية الكريمة..

أنا هنا لا أحلل ولا احرم هذه الظاهرة، ولكن هي دعوة لفتح مجال النقاش فيها من جديد،  و هذا المقال بمثابة سؤال لأولي العلم أن يجتهدوا في المسألة من جديد ويضعوا كثير من النقاط على الحروف التي باتت مبهمة.. لاحترام تكوين الأسرة التي فتتها الذكور بانانيتهم المفرطة في موضوع التعدد..  يجب أن نعيد للأسرة كيانها ونحتاج اعتدال في الفتوى في هذا الأمر، حتى ننهي حالة الظلم للنساء في فتاوى الذكور..  

قياس الأمر على الزمن القديم مفسدة ما بعدها مفسدة، لأن الواقع تغير بل وأصبح أكثر الناس يعتمدون الزوجة الواحدة وهو الرائج،  فالله تبارك وتعالى أجاب على سؤال  مقدر مبني للمجهول في مجتمع ستظهر فيه مشكلة اليتامى وتقدره ( ماذا نفعل بالأيتام وكيف نعدل بينهم)  فأجاب الله {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ...  الآية} [النساء : 3] -  هذا على الاقل ما فهمته من كتاب أصول الدعوة للدكتور عبدالكريم زيدان - خصوصا ان الآية السابقة لها تتحدث عن  اليتامى،  بل إن الصفحة الأولى من سورة النساء لم يذكر الزواج والنساء إلا من أجل الأيتام..

على الأكثر ممكن ان يكون للتعدد سببا مبررا يقاس علي القسط في اليتامى كالزواج من المطلقة والارملة لتجنب الفتتة، ولكن من غير المعقول أن نضرب بعرض الحائط شرط الآية  {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ...  الآية} [النساء : 3]  أي ان الزوجة الأولى تكون بكرا والثانية والثالثة والرابعة أمهات لأيتام ولسن أبكارا،  وإذا ما تبينت آية أخرى {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [النساء : 20] فكيف يستوى اشتراط الزوجة الثانية ان تذهب الأولى مع قانون التعدد إلا إذا كان الزواج للبكر والتعدد لأم اليتيم وتلحق بها المطلقة..  او كما ذكرت وإن لم يكن عندهن أيتام.

ثم إن العدل المرتبط في الآية يخص الأيتام ولا يخص التعدد والنساء،  فكيف يطلب الله منا فعل شيء لا نستطيعه  {وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْۖ} [النساء : 129] والله تعالى يقول :{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة : 286]

هناك أمر آخر :
التعدد وظلم الأولى هذه السادية الذكورية؛ أن يسع قلبه لعشق الكثير من النساء، فيهدي زوجته الاولى مقلب عمرها التي لم تحلم فيها في طفولتها ولا صباها ليشردها هي وأبنائها، من أجل الزواج بالثانية حتى لو كانت أم  لأيتام،  ثم يضحك ملئ الشدقين بعد أن حطم أحلام زوجته وآمال أبنائه متكئ على أريكته ويفتري على الله ليقول (الإسلام أباح أربعة) وإن كان كلامك مطابق لبعض العلماء إلا ان الإسلام حرّم الظلم، فكيف تنسى الحرام وتأتي بالمباح، إنما فقط لرغباتك الجنسية التي ضيعت فيها أسرة كاملة..

هذه دعوة لنقد الموضوع من جديد، بل أطلب من المحاكم الشرعية اصدار قانون يمنع الزواج من الثانية إلا بموافقة الاولى حتي لا يهدم بيتا، وان يكون الزواج من الثانية مبرر حسب شروط الآية الآنف ذكرها وهي الأقساط في اليتامى، أو ما يقيسه أهل الحل والعقد من مشاكل البلد...

هذا والله تعالى اعلى وأعلم
بامكانك التعليق من خلال حسابك على الفيس بوك ⏬⏬شاهد أسفل الموضوع⏬⏬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام)

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام) عزيزي: نبي الله زكريا.. أحاول فهم الدعاء الذي قلته عندما وجدت رزقاً عند من كفلتها، ...