أسقطوا الدوقات

الــــدوق الأحـــــــمــر

الكاتب: محمد سلامه يونس 

بعد تولية عمرو بن العاص رضي الله عنه ، على مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث اشترك ابنٌ لعمرو بن العاص مع غلام من الأقباط في سباق للخيول، فضرب ابن الأمير الغلام القبطي اعتمادًا على سلطان أبيه، وأن الآخر لا يمكنه الانتقام منه؛ فقام والد الغلام القبطي المضروب بالسفر بصحبة ابنه إلى المدينة المنورة، فلما أتى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، بَيَّن له ما وقع، فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة بصحبة ابنه، فلما حضر الجميع عند أمير المؤمنين عمر، ناولعمر الغلام القبطي سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من - الدوق- ابن عمرو بن العاص، فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفا ما في نفسه. ثم قال له أمير المؤمنين: لو ضربت - الدوق- عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسطان أبيه، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟.

هذا ما تعلمه الفاروق في مدرسة النبوة عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" صحيح مسلم، لانه لم ينصب نفسه ملكاً على الناس، وابناءه أمراء ودوقات يحكمون على رقاب الناس، بل إن عمر بن الخطاب لم يضع لنفسه خطا أحمر يمنع الاقتراب منه ومن ثروته وتضخمها بثوب ابنه الذي ضمه إلى ثوبه لطول قامته.. 

الدوق الأحمر لم يكن موجودا في الدولة الإسلامية إلا بعد تولية يزيد ابن معاوية رضي الله عن أبيه الملك،  فقد منع الكهنوت الفقهي وقتها الحديث عن الثروات التي تضخمت ليصل البذخ بالملك عبدالملك بن مروان كسوة قبة الصخرة بالذهب بينما يموت الناس جوعا في العراق وجنوب مصر. 

حتى أتى الملك عمر بن عبدالعزيز الذي أطلق عليه العلماء الخليفة الخامس لنزعته العمرية في العدل والنسب، إلا أن اقترابه من أموال وقصور الدوقات المترفين، تعدى خطه الاحمر الذي لم يكن يعلمه فقتلوه مسموما ولم يستمر حكمه العامين. 

لن يكون الدوقات في دولتي خط أحمر، لا يمكن الحديث عن ثرواتهم الطائلة والاقتراب منهم ومن أبنائهم فقد صنعوا لأنفسهم هالة مرعبة عندما يتفاجأ الناس بنبأ اعتقال شاب انتقد ما يعتقده أنه فساد حول قضية سيارات الفورد واليوم سيارات الكايا التي يبلغ ثمنها ثمن منزلين أو ثلاثة من البيوت المدمرة. 

في نفس الوقت الذي اقرأ فيه خبر الافتراء من قبل حكومة تعيش على الصدقات والضرائب بجيبات الكايا، أقرأ عن وزيرة في حكومة النرويج يتم مقاضاتها لأنها استقلت سيارة على حساب الدولة بعد أن عادت من رحلة شاقة في خدمة الدولة، بل إن 19 وزير في حكومة النرويج لديهم سيارة واحدة بسائقها تقلهم مجتمعين إلى أعمالهم. 

ربما قلمي ما زال لينا لأن أذكر أعياناً ودوقات، فأجد نفسي وراء الشمس،  ولكن أستطيع التعريض/ عن سمسار يظلم الناس بحكم منصبه، او ابناء المسائيل وتجاراتهم وعلاقتاتهم مع كبار السماسرة والتجار، او عن سيارات حكومية من أقوات الفقراء يقودها أبناء المسؤولين، أو عن قضية نصب كونية (الروبي والكردي) أعاد المسؤولين فيها أموالهم وأموال أقاربهم وبقي الناس يبحثون عن النصّاب. 

احذروا يا شعبي من صناعة الدوق الأحمر، فيزادون ثراء وتخرج لهم أنياب ومخالب، ونزداد نحن فقرا وفاقة، فنظل نحتاج احسانهم لكسوتنا ولكسب قوت يومنا، فلا تقوم للحق قيامة.

الدوق/ كلمة تطلق على الأمراء او ما بعد الملك، وهي كلمة تطلق على الجنود في لعبة الشطرنج فهم امراء لحماية الملك..   

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.. 
تستطيع التعليق باستخدام حسابك على الفيس بوك ⏬⏬شهاد تحت الموضوع⏬⏬