الكاتب : محمد سلامه
من أول المسلسلات التي شاهدتها في حياتي هو المسلسل القديم الحديث الذي لا يغيب عن أي منزل توم وجيري او بالعربية القط والفأر، وبغض النظر عن المخطئ والمصيب، لكن الدنيا تشبه بطلي المسلسل، مطاردة مستمرة بين اهل الحق والباطل والنجاح سيد الموقف لكلاهما إذا ما استخدم الأسلوب المناسب والعكس تماما.
الأسد الملك : حكاية شبل لأسد تم قتل والده من عمه ليستولي
على الأرض والغابة، حيث تربى هذا الشبل بين بقية أفراد الغابة، من غزلان وفئران وفيلة وخنزير ونمس ومعلم قرد ودب ونمر أسود والحاقد النمر شاريخان الذي أضيف إلى قائمة الاعداء دون أن يعلم هذا الشبل سيمبا السبب، لم يستوعب الشبل سيمبا أن كل هذه الغابة كانت له، يريد ان يظل يعيش كما هو يأكل ويشرب وينام، لكن معلمه القرد ظل يضربه على رأسه كلما نسي أن والده أسد وهو ملك الغابة ويجب أن يسترد ملك أبيه، ليثور بداخله الأسد الحقيقي ويسترد الملك من عمه الظالم في حرب طويلة استعد فيها للتضحية فكان أول الضحايا والده ووالدته.. أغنية المسلسل كانت ذات كلمات رائعة ومعاني أروع (هـــل شــاهدتم ذئباً في البراري يأكل اخاه... هـــل شـاهـدتم يوماً كلباً عـض يدا ترعآه... هل شاهدتم فيلاً يكذب يسرق يشهـد زوراً ينـكر حقــاً يفشي سراً يمشي مغروراً بأذاه.. سيمـــبا)
الفائدة: أن آبائنا كانوا رجال وكانوا سادة الدنيا لقرون مضت، فمتى يأتي الدور لنا كي نستعيد أمجاد الماضي وتعود لنا الذاكرة فتكون عندنا نخوة ابن الخطاب ونقيم دولتنا ونستعد لدفع الثمن - قيادة وجند- لاستعادة ارث الآباء، ولا تغيب عنا نقطة الضعف الوحيدة التي غرسها المعلم في ذلك الشبل وهي - الوطن- فمن كانت نقطة ضعفه الوحيدة هي الوطن لن يخسر شيء أكثر من خسارته لوطنه.
لا تبحثوا بين الأسطر عن المعلم فهو موجود في أمة الإسلام فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (.. وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ) رواه مسلم، وله المثل الأعلى والأقوم والأهدى سبيلا.
تيمون وبومبا: تدور قصته حول كلمة واحدة (هكونا ماتاتا) كلمة من
اللغة السواحلية لغة دول شرق أفريقيا، وهي تعني - لا تقلق- هذه الكلمة ينطق بها بطلي المسلسل (الخنزير والنمس) بعد كل محاولة وفشل أن يرتلا الأغنية معا - هكونا متاتا، لا تقلق- العيش ببساطة ومحاولة جديدة للحياة الجيدة دون كلل أو ملل بطريقة كوميدية رائعة، مع عظم الموعقات التي تقف بطريقهما إلا أنهما يستطيعا السير في حياتهما واكمال الدرب، وكلمات الأغنية خير دليل علي هذا المعنى (هاكونا ماتاتا.....حكمة نغمها لزيز... هاكونا ماتاتا... ارمي الماضي اللي يغيييييييظ... انساه و المستقبل... اديه كل التركيييييييز.. هازا هو البهريييييز الفلسفي.. هاكونا ماتاتا)
الفائدة: إن العراقيل التي توضع بين جماعة المصلحين في أي زمان ومكان، يضعها جماعة من اللصوص والظالمين يحاولون فيها إثارة الخوف والفزع في قلوب التيار الإصلاحي في كل زمان ومكان، فأبو لهب لم ولن يغيب عن أي زمان، ويضعون الفزاعات لتخويفنا من أي تقدم في مجال اصلاح الخطأ ونقده وابرازه للعامة، هؤلاء نقول لهم ما تعلمناه من قول الله تبارك وتعالى (فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) نحن لا نقلق ولا نخاف لان الله معنا، من الآخر هكونا متاتا، لن تخرقوا الأرض ولن تبلغوا الجبال طولا. هكونا متاتا..
بينكي وبرين: فأران خبيثان يحاولا السيطرة على العالم بأفكار ماكرة
وأكبر من حجمهما، ويفشلا في كل مرة يدبرا فيها مكيدة للسيطرة على العالم، ثم يقضيا ليلتهما نوما ليحاولا في يوم جديد للسيطرة على العالم بطريقة خبيثة وماكرة، ولا يكف عقلهما عن المحاولات الخبيثة في اثارة الفتن والمشاكل فلا يستوعبان انهما جزء من هذا العالم، ولن يستطيع أحد السيطرة عليه سواء كان شرير أو على حق. أيضا هنا أغنية المسلسل تضيف نوعا من الواقع على من يرى انه الوحيد في العالم بانه غبي كهذين الفأرين حتى لو وصف أحدهما بالعبقري إلا أتع يظل غبيا بفكره (بينكي وبرين بينكي وبرين برين عبقري وبينكي هو الغبي... معاً يعيشان فماذا يصنعان بينكي بينكي معه برين برين... في الليل يهربان ويتمرن ويسعيان للسطيرة على العالم فهل سينجحان... بينكي وبرين خذائل التجارب لا تعرف من أين... يأتين بالأفكار بالعلم والأسرار... بينكي بينكي معه برين برين برين برين)
الفائدة: لن يستطيع المسلمون أو غيرهم السيطرة على العالم ولم أجد هذا في كتاب الله أو في سنة نبيه، أو مكتوب في كتب الفقه أو علماء الاجتماع كابن خلدون ومالك بن نبي وغيرهم، بل هناك صراع مستمر بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، وهذا الصراع لا يجب أن يتحول إلى حرب مستعرة تزهق فيها الارواح واداة قتل للإنسانية بكل معانيها، كما فعل الفارين بنكي وبرين، بل يجب ان نقنع أننا جزء من هذا العالم فلنحاول أن نضيف عليه قيمة انسانية ننشر فيها فكر وسماحة الإسلام، وما تقدمه الامة الاسلامية من خير لهذا العالم.
هناك الكثير من المسلسلات والأفلام (الرسوم المتحركة) التي تضيف قيما انسانية، وهذا الأسلوب صراحة غائب عنا في خضم الاحتفاء بمسلسلات العري والفجور، لم تكف شركة وولت ديزني الامريكية عن صناعة الرسوم المتحركة وكان للعلم الدور الاكبر في أفلامها الاخيرة وما زلت اتابع الجديد فيها حتى الآن ومما اذكر من مسلسلات الاطفال القديمة التي حضرتها وما زلت أتابعها :
(ماوكلي - عدنان ولينا - سندباد - جازورا - لوز وسكر - الكابتن ماجد - الكابتن رابح - بات مان - سوبر مان - المحقق كونان - باص المدرسة العجيب - سالي - صاحب الظل الطويل - ريمي - انا واخي - ساندي بل - بوكيمون - سابق ولاحق - اسلام دانك - أكاديمية الشرطة - ليدي - السندباد - السنافر - موكا موكا - أبطال سلاحف النينجا - ماجنزر - ماروكو - داي الشجاع - الشجعان الثلاثة....... الخ)
نلقاكم في عام 2050 وقت أن نقتنع بأن هذه المسلسلات تغذي قيمة نزرعها لدى الأطفال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق