الجمعة، 11 مارس 2016

استوردوا قيادات من النرويج أو من الأوروغواي بنزعة عمرية

استوردوا قيادات من النرويج أو من الأورغواي
بنزعة عمرية 
الكاتب : محمد سلامه



سقطت سهوا كلمة من أحد قادة العمل الإسلامي في منشور على الفيس بوك "يطالب فيها أبناء تنظيمه بعدم مطالبة قيادتهم أن تكون مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه" موعزا ذلك إلى ان أمير المؤمنين عمر أعجز الخلفاء من بعده فكيف لا يعجز القيادة الحالية وقد ابتعد الزمان وخفت الأفهام..  وأحسب انها سقطت سهوا لأني رجعت إلى المنشور فلم أجده على صفحته الخاصة أو ربما وعي الشباب وقسوة الردود جعلته يتراجع.. لا يهم في الحقيقة...  

الذي يعنيني  في الأمر هو أن العجز بدا واضحاً في هذا الكلام أن يعودوا إلى الوراء ويصلحوا ما أفسده الحكم - شبه الحكم- أو أن يطبقوا معشار ما كانوا يخطبون به على المنابر من عدل عمر وعبقرية عمر وتواضع عمر، ولكن عمر مات.. وسقطت ورقة التوت عن الجميع..  

الوضع الفكري مأساوي لأبعد الحدود، بالتأكيد لن يستطيعوا أن يكونوا مثل عمر، القيادات من كل الفصائل التي تركت الأمور تتدحرج في غزة إلى ما وصلت عليه لن يكونوا مثل عمر،  فعباس وزمرته لم يحصلوا ابن سلول، والجهاد الإسلامي يمارس أقبح دور في التاريخ في الوقوف على الحياد في معركة أخلاقية تتعرض لها غزة بينما يقف مع حزب الله بسرعة البرق لنعته بالارهاب،  حماس لا تريد أن تعترف بالهزيمة في ادارتها لغزة على صعيد المحلي والعدل المنتظر من حملة الإسلام، وعلى الصعيد الإقليمي وعلاقتها بدول الجوار. 

استرداد عمر: يقول الدكتور أحمد خيري العمري في كتابه استرداد عمر : "آن لنا أن نخرج عمر بن الخطاب من خانة كتب السيرة على رفوف المكتبة ، إلى مسيرتنا اليومية.. إلى حياتنا.. آن لنا أن نخرج فهم عمر بن الخطاب للقرآن، وللسنة النبوية من كتب التاريخ إلى التطبيق العملي.. الفهم العمري للقرآن والسنة، في مرحلة دقيقة جدا من التاريخ الإسلامي، هو الذي مد هذا التاريخ أفقيا وعموديا، أفقيا في فتوحات البلدان، عموديا في آفاق العدالة والبناء والنهوض"،  من العيب كل العيب أن نرتد على مواعظنا، نرتد عن تراث عمر، نرتد عن مسيرة الصالحين بحجة أننا لا نستطيع أن نكون منهم.

أتساءل صراحة لماذا لا يوجد عندنا قانون التنحي، لماذا لم نشهد وزير أو مسؤول قال أنا لا أستطيع، لماذا غرقت  منطقة النفق بمياه الأمطار فلم يتنحى احد وحملوا المسؤولية للاحتلال..  هذا ليس على صعيد غزة فقط اليوم يخرج عزام الأحمد ليدافع عن مجموعة اللصوص في رام الله فينعت المعلمين بالغوغاء.. ولكن تسليط الضوء على غزة بات أكثر لأن حماس تبنت الإسلام وغاب عنها كثير من التطبيق.. 

لا نريدكم مثل عمر..  مع ان الواقع الحاضر لم يعجز أن تجد فيه نزعات عمرية حقيقية من أناس لا تربطهم بعمر إلا صدق الرسالة الإنسانية التي يقدموها، مع اختلافهم في الدين، وهذا ما يزيد قناعتي في أن شعار الإسلام هو الحل أصبح بضاعة كاسدة بل الإنسانية هي الحل..  لا اريد حاكما مسلما ظالما بقدر حاجتي للعدل اليوم.. 

أمثلة معاصرة لها نزعات عمري.. 
1. خوسيه موخيكا/ رئيس الأوروغواي السابق، الأفقر في العالم
الذي يتبرع ب 90% من راتبه البالغ 12500$ للجمعيات الخيرية، وبيته متواضع، وثمن سيارته لا يزيد عن 2000$...
هاجروا إلى الأوروغواي فإن بها ملك لا يظلم عنده أحد... 




2. مارك روتا / رئيس الوزراء الهولندي يقود دراجته الهوائية

 فى الشارع متجها الى عمله فى البرلمان الهولندي بمدينة دنهاخ (لاهاي)  ويعزوا المحلليل هذا الأمر من شدة التواضع والعمل بأقل تكاليف أو تحميل الدولة أكثر مما تستحق. 



3.نورمان بيكر/وزير الدولة للشؤون الداخلية البريطاني،  يطلب من

البرلمان دراجة هوائية لتوفير على الحكومة الأموال وصحية للبيئة، وقال انه قادر هلى شراء دراجة هوائية وتحملة تكلفتا ولكن طلبه لها من البرلمان مسئلة مبدأ..  




4.جينس ستولتنبرغ/ رئيس  النرويج يتحول إلى

سائق علي الخط ليتفقد بذلك استطلاعات الرأي العام ونبض الشارع في محاولة لتقليد عمر بن الخطاب دون ربما معرفتهم به.




5. حكومة النرويج / يعيش ال 19 وزير على سيارة

واحدة بسائق واحد وأي مواصلا خارج العمل الرسمي بفواتير يدفعها من راتبه الخاص بسيارات الأجرة، يركبون الطائرات كأي مواطن ويحاكمون هلى اي خطأ...  النرويج دولة الفاروق

أعجزنا أن نكون مثل هؤلاء الغير مسلمين فضلا أن نكون مثل عمر...  ناهيك عن مقاضاة أي شخص في الدولة أي مسؤول في خال ارتكب مخالف، فلا طاعة لك يا عمر قبل أن تخبرنا من أين أكملت ثوبك...  أولمرت رئيس الوزراء الصهيوني يدخل السجن بتهمة الفساد.
جعلتمونا في تناقض يا سادة بين مسلمين بلا اسلام وبين اسلام بلا مسلمين، والله أسأل أن يردنا إلى ديننا ردا جميلا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام)

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام) عزيزي: نبي الله زكريا.. أحاول فهم الدعاء الذي قلته عندما وجدت رزقاً عند من كفلتها، ...