الوقاية والسلامه الشرعية .. ضد الكوارث والحرائق
من مدونتي القديمة أبو عبدالرحمن ثورة قلم
أخرج مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا كلكم راع . وكلكم مسئول عن رعيته . فالأمير الذي على الناس راع ، وهو مسئول عن رعيته . والرجل راع على أهل بيته ، وهو مسئول عنهم . والمرأة راعية على بيت بعلها وولده ، وهي مسئولة عنهم . والعبد راع على مال سيده ، وهو مسئول عنه . ألا فكلكم راع . وكلكم مسئول عن رعيته )
وكلنا نعلم أن الدين الإسلامي جاء ليراعي مصالح العباد ويؤسس لهذا بين الناس ، فحفظ علينا خمس كليات لا يجوز التهاون فيها : ( الدين والنفس والعرض والنسل والمال ) ،
وحرم علينا افضاء النفس إلى الأسباب المؤدية إلى هلاكها سواء وقتلها والإضرار بها فقال الله تعالى : ( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ) النساء : 29 ، فلا بجوز للإنسان المسلم أن يُسلّم نفسه إلى لأسباب القتل والهلاك ، ولا يجوز للمسلم أن يسكت عن الأسباب المفضية بنفسه إلى الهلاك ، بل الواجب عليه أن يتعاطى مع الأسباب المنجيه له ، ولذلك أعطانا النبي صلى الله عليه وسلم دفعة من التدابير والوقاية الشرعية :
أخرج بخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خمروا الآنية ، وأجيفوا الأبواب ، وأطفئوا المصابيح ، فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت ) [ خمروا : غطوا ، أجيفوا : أغلقوا ، الفويسقة : الفأرة - الحيوان القارض - ]
إن النائم -كما هو معلوم- يكون في غفلة كاملة عما يحيط به من أمور. وقد أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بجملة من التدابير ندب كل مسلم أن يفعلها قبل نومه، حماية وصيانة له من التعرض أثناء نومه إلى أخطار محتملة قد تؤدي به إلى التهلكة منها:
أخرج بخاري عن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: " احترق بيت في المدينة على أهله من الليل فحدث بشأنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم "
وما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون " .
وما رواه جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أطفئوا المصابيح إذا رقدتم وغلقوا الأبواب وأوكوا الأسقية وخمروا الطعام والشراب " رواه البخاري. [ أوكوا الأسقية: شدوا فم القرب، وخمروا الطعام أي غطوه].
إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك أمراً من أمور الدنيا والآخرة إلا أمر أمته بخير ما يعلمه لهم ويحذرهم من شر ما يعلمه. ولقد كان الناس يستضيئون بفتيلة يغمسونها في الزيت أو الدهن، فإذا نام أهل البيت وتركوا المصابيح أو الفتيلة مشتعلة فقد تجرها فأرة فتحرق البيت... وآنية الطعام إذا بقيت مكشوفة فقد تقع فيها الهوام والغبار والحشرات وهذا كله ضار لذ ا فقد دعت السنة النبوية إلى تغطية آنية الطعام والشراب وشد فم القرب، والى غلق الأبواب ليلاً على المنازل لحماية أهلها من شياطين الإنس والجن ومن اللصوص وغيرهم. وان الإنسان المنصف ليعجب من دقة التوجيه النبوي وحرصه على حفظ مصالح الناس وجعل ذلك من صميم تعاليم الشريعة المطهرة.
أخرج بخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ. فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً "
نعم! لقد اهتم الإسلام بصحة أتباعه والتنشئة السليمة لأطفالهم وحمايتهم من التشرد والضياع فمتى أقبل الليل فعلى الصبيان ألا يبقوا خارج منازلهم، وإلا تولتهم شياطين الإنس والجن فأغوتهم وقد يصبحون لصوصاً أو مجرمين، وقد يرغمون على ارتكاب الفواحش، والليل يستر عليهم ذلك والشياطين تجيد الإغواء في الظلام، لذا أهاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين أن يكفوا أطفالهم بالليل ليحفظوهم من الانحراف وأن يصيبهم مكروه من انس أو جان .
ومن السلامةِ ما رواه جابر رضي الله عنه قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن ينام الرجل على سطح غير محجور عليه ) أي غير محاط بحاجز أو *جدار. رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
وهذا أيضاً من الهدي النبوي الرائع في المحافظة على سلامة المسلمين والاهتمام بشؤونهم، صغيرها وكبيرها، فهو صلى الله عليه وسلم ينهى عن النوم على السطح غير المحاط بجدار يحفظ النائم من السقوط والهلاك فيما لو قام من نومه وسار والنوم ما يزال غالباً عليه
ومنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فانه لا يدري ما خلفه عليه ".
وهذا أيضا هدي نبوي كريم يمنع من الإصابة من أذى محقق لو كان الفراش قد خبأ حشرة أو عقربا أو غيره، فكان هذا الإجراء الذي أمر به الشرع إجراء سلامة ضروري لكل من يريد النوم وخاصة في البيوت القديمة والريفية وفي خيام المعسكرات وسواها.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأقلوا الخروج إذا هدأت الأرجل فإن الله عز وجل يبث من خلقه في ليله ما يشاء ) قال الألباني صحيح لغيره .
ولكننا في هذه الأيام سرعان ما يجن الليل فترى الطائشين يخرجون على درجاتهم النارية يجوبون الشوارع ويزعجون الناس ، ثم يرتطمون بحائط أو بجذع شجرة وتحدث مصيبة ..
الإخوة الأحباب : وهذا كله انذار للمسلمين بأن يأخذوا الحيطة والحذر ، ولا يجوز لهم أن يؤدوا بأنفسهم إلى القتل في السياقة المتهوة ، فيجب عليهم التماس السلامة على الطرق ، فقد قرأت موضوع عن هذا فقيل بأنه لا يجوز أن يتحدث السائق على الهاتف أثناء السياقة ، ولا يجوز له أن يسوق مركبة صغيرة أو كبيرة دون التدرب عليها ، ومن باب أولى للأطفال ، الذين يتسببون في حوادث مميتة فقد بلغت حالات الوفاة عام 2010 من الحوادث التي سببتها القيادة المتهورة للدراجة النارية 120 حالة وفاة ، ونحن نعيش الآن في فصل الشتاء وتكثر الحوادث بسبب عدم وجود الإنارة الكافية على المركبة لرؤيتها فترتطم ببعضها وتتسبب في الوفاة .. كما بغلت الحرائق في هذا العام 1002 حريق بمعدل 91 حريق في الشهر ..
اخوانكم في الدفاع المدني يقومون بحلمة للتعوية في هذا الباب ، ونسأل الله أن يجزيهم عن الأمة الإسلامية خير الجزاء والثواب .. فأنتم تعلمون امكانية الدفاع المدني في غزة بعد أن دمّر الإحتلال بعض مقراتها وسيارات الإطفاء والإنقاذ ومُنعت دخول سيارات أخرى إلى غزة من قبل الأنظمة الظالمة .. والكوارث في بلدنا كثيرة نسبيا مع حصار ظالم أجبر الناس على استخدام مولدات الكهرباء وتعرضهم للخطر ، ولا يخفى عليكم كوارث القصف الصهيوني لقطاع غزة .. فخذوا حذركم وخففوا بعض الأضرار عنكم ..
فنسألكم أن تستقبلوا اخوانكم في حملات التوعية ، وتسهلوا مهمامهم للحفاظ على سلامتكم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق