الخميس، 1 مارس 2018

صُعلوك ومُلتحي وتكفيري سقطوا في العمالة الحلقة الأولى المشهد الثاالث

أكشن صُعلوك ومُلتحي وتكفيري (سقطوا في العمالة)
(سقوط المُلتحي)

في زاوية في المسجد الذي يصلي فيه المُلتحي شاب في مُقتبل العمر يُشَمّر بنطاله، ويلبس الطاقية ويحف شاربه ويحرص على رسم صلاته بشكل هندسي ليوافق مفهومه للسنة.

يلتف حوله صبية من حدثاء الأسنان، يشرح لهم مواضيع الولاء والبراء، ويُطلق عنان لسانه بالتكفير للناس والمجتمعات، والحكومات وكل من يخالفه الرأي.

إنه يقول عن الصُّعلوك وشقيقه المُلتحي كافر، وعن المُلتحي شخصية قصتنا كافر، وعن شقيق المُلتحي كافر، وعن المجتمع كافر، إنه يكفر كل الناس.

بعد جىسه ينفرد في جانبٍ بعيد من المسجد مع شاب في مُقتبل العمر يتحدث في أمر مهم، وهو يلتفت يُمنةً ويسرة.

في اكمال لمشهد المُلتحي الذي كان يَعُد الأموال، يطرق قلبه خاطرة أول مرة استلم فيها أموال، إنه ينظر إلى شهادة تلاوة الأحكام على الحائط، ويقول وهو خجل من نفسه (أين كُنت وأين أصبحت).

وكأنها رعشة برد عتت على جسده، يضع المال مسرعاً تحت الوسادة، إنه لا يستطيع النوم، يقلب خده على وسادته التي وارت خيانته لدينه وضميره.

عيناه تُبرق وتتوسع حدقة العين، ويتبلم الجسد، وتعمل ذاكرته مثل آلة العودة إلى الماضي.

ومثل كل مرة وبنفس الوسيلة التي حذّر منها رجال الأمن كثيرا (يرن هاتفه المحمول).

مرحبا أيها المُلتحي
المُلتحي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، من معي.
الهاتف: نحن جمعية خيرية نساعد طلاب الجامعات .
المُلتحي: ومن أين أتيتم برقم هاتفي المحمول.
المتصل: نحن لدينا كشوفات بأسماء الطلاب المُعسرين في منطقتكم.
المُلتحي: شكراً أنا لا أثق بالأشخاص المجهولين.
المُتصل: انتظر يا أخي، حتى نثبت كلام صحة كلامنا، فنحن مستعدين لتحويل مبلغ من المال لمساعدتك في دراستك.
المُلتحي: أنا لست فقير ولا اثق بكم (أغلق الجوال).

في اليوم التالي إعادة اتصال من نفس الرقم:
المتصل: اذهب إلى الصراف واطلب منه صرف مبلغ مالي وقدره 1000 دولار، والرقم السري مكون من 12 رقم.

تردد المُلتحي في الذهاب وأخذ المبلغ المالي من الصراف، ولكنه ظل يقوده الفضول لمعرفة ما إذا كان الأمر حقيقي أم لا؟

فذهب إلى الصراف وحصل على الحوالة المالية التي أخفاها عن الجميع، وعند استلامه للأموال اتصلت عليه الجمعية مرة أخرى لتأكيد استلامه للمبلغ المالي.

أجاب المُلتحي نعم نعم، لقد حصلت عليها، بارك الله فيكم
الجمعية: إذا كنت تريد أن تساعد جيرانك فأرسل لنا أسماءهم وحالتهم الاجتماعية لمساعدتهم ونحن سنتصل عليهم.
المُلتحي: نعم سأفعل ذلك.

كانت المكالمات مستمرة بين الجمعية وبين المُلتحي، وهو يعطي معلومات مفصلة عن جيرانه بكل سذاجه.

استفاق المُلتحي من خيالاته ليغرق في خيال آخر (رأس حمار على جسده)، إنه خجل جداً من الصورة الذهنية التي رسمها لنفسه أثناء تذكره لتلك الأيام.

الصدمة:
عاد المُلتحي إلى الخيال مرة أخرى، ليتذكر اليوم الذي تساقطت فيه كل مبادئه وأخلاقه، وأصبح جندياً قذرا يديره الاحتلال.

بعد أن ذهب لشراء ملابس جديدة من الأموال التي يستلمها من ضابط المخابرات الصهيوني، وذهب إلى مطعم ليتناول وجبة غداء، قرر أن يجلس على شاطئ البحر لأنه سعيد بتلك الأموال التي يتلقاها، وبهذا الإنعاش الاقتصادي الذي انعشته له الجمعية الخيرية.

يتسلل إلى ملاك قلبه لأذنه اليمين: ماذا لو كانت هذه الأموال مقابل المعلومات؟

يظهر شيطانه الذي انعشته الأموال على كتفه اليسار: أية معلومات هذه إنها فقط معلومات اجتماعية معروفة؟

يهز رأسه للشيطان موافقا: نعم انها معلومات عادية

إنه في أضعف لحظات حياته، (نشوة المال - صراع العقل والقلب - والملاك والشيطان) الذي بداخله.

يرن الهاتف من جديد (إنه رقم الجمعية الخيرية)
المُلتحي: السلام عليكم
الجمعية: وعليكم السلام، كيف هو حالك وحال جلستك على البحر
المُلتحي: الحمـ....، انتظر يا أخي من أعلمك أني أجلس على البحر؟ ولماذا صوتك مختلف عن أمس؟
الجمعية: أخبرني أولا؛ هل أنت سعيد؟
المُلتحي : الحمد لله سعيد. بارك الله فيكم (لكن من أين عرفت).
الجمعية: أنت قدمت لنا معلومات كبيرة كنا نحتاج إليها عن منطقتك، ونريد ابقاء التواصل معك.

إن وجه المُلتحي بدأ يتغير، كأنه يذبل أو يختفي، وتتساقط لحيته كأوراق الخريف الجافة.

المُلتحي: أية معلومات هذه كلها عادية، ثم الستم جمعية خيرية.
المُتصل: انسى أمر هذه الجمعية أنا ضابط مخابرات الجيش.
المُلتحي: أنا لم أتحدث بشيء اعمل ما تريد.
ضابط المخابرات: يبدوا أن ثيابك الجديدة، وجلوسك على البحر لم جعلك تنسى الأموال التي استلمتها، ولم تستمع منذ الصباح إلى الأخبار، فبناء على المعلومات التي قدمتها قمنا باستهداف جارك المخرب جهاد.

المُلتحي: يُحدق في البحر صامتاً
ضابط المخابرات (يكمل السم الذي دسه في المال) : فأنت مخير الآن اما أن تتعاون معنا أو يتم تسليم المعلومات بصوتك إلى الأمن عندكم.

ولك أن تتخيل ماذا سيحدث.
أغلق المُلتحي: الهاتف المحمول، وترك يده تتهاوى من على أذنه فوقع الهاتف المحمول من يده.
إن موج البحر توقف قبل أن بهوي ويخرج الزبد، والصياد توقف قبل أن يخرج السمكة التي اصطادها من البحر، والدنيا قلبت رأسا على عقب، ودقات القلب فاضحة.
أحد المارة يُمسك الهاتف المحمول ويمده عليه (أخي هذا سقط منك)، وهنا يستفيق المُلتحي ويمسك بهاتف، ثم يعيد النظر الى البخر.
فيجد أن الحياة دبت في موج البحر الذي توقف قبل أن يهوي، فهوى الموج على رأسه ورطمه في قاع البحر، وتشبث بأي شيء ليخرج فعلق في شرك الصياد، فسحبه إلى القفص.
الصُعلوك: أخي جهاد استشهد، اااااه ماذا فعلت بنفسي، يحاول الاتصال على ضابط المخابرات فلا يجيب عليه. ليتصل عليه الضابط بعد أيام: كيف حالك الصُعلوك: أنا لم أخبرك عن أخي شيء فلماذا قتلته.
الضابط : الذي لا تخبرنا عنه يخبىنا غيرك عنه. الصُعلوك يغلق الهاتف في وجه الضابط.
التكفيري: يقنع أحد الشباب اليافعين في المسجد بضرورة النفير واللحاق بالدولة الإسلامية لاقامتها، انهم يتفقون على يومٍ للهرب للجهاد، وإذا كان يستطيع أن يجلب معه شخص آخر الصُعلوك : يقف على قبر شقيقه جهاد المُلتحي، ويبكي ماذا سيفعل... للننتظر سوياً
#أكشن_ثورة_قلم #ثورة_قلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام)

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام) عزيزي: نبي الله زكريا.. أحاول فهم الدعاء الذي قلته عندما وجدت رزقاً عند من كفلتها، ...