الخميس، 1 مارس 2018

صُعلوك ومُلتحي وتكفيري سقطوا في العمالة الحلقة الأولى المشهد الثاني

أكشن صُعلوك ومُلتحي وتكفيري (سقطوا في العمالة)
(الحلقة الأولى / المشهد الثاني)


صلى المغرب في المسجد، وتلفع كالأفعى على رقاب المصلين يعانقهم بعد الصلاة، إنه يقترب منهم أكثر كل يوم وينال الثقة من الناس، إنه يصادق كل الملتحين، لا تكاد تميزه من بينهم.

قَبلها كان الصعلوك حدّث شقيقه الملتحي بأن صديقاً له قام بخيانته، وأنه من الملتحين مثله، ولذك قالوا عن شقيقه كلكم كذابين (يقصد أصحاب اللّحى).

جاء المُلتحي شقيق الصعلوك إلى المسجد متأخراً عن المغرب، لأنه كان يواسي في أخيه ويهدئ من روعه، وقلبه مقبوض.

جلس المُلتحي بجوار الملتحي شقيق الصعلوك، ليخبره أن حالته لا تسره، سائلاً عن سر هذا العبوس، إنه لا يستطيع أن يراه بهذا الشكل، وبدأ يحاول استدراجه في الكلام، وعرض عليه المال المسموم إذا كان يحتاج مالك.

لم يتفوه شقيق الصعلوك بكلمة واحدة، ولكنه نظر بامتعاظ إلى الملتحي لمحاولته التدخل في شئون حياته (ومضى).

يحدث الصعلوك نفسه: ببسمة استهزائية (بضم شفتيه إلى اليسار، ونفس من أنفه الكبير) : لست أفضل منه، كنت دائماً أتحدث بالتحرر، ثم ها أنا أمارس نفس الفعل الحقير.

سقوط الصعلوك: (يراجع دفاتره القديمة كلها) ليصل أخيراً إلى أسوأ يوم مر عليه، إنها لحظات الضعف التي سيطرت عليه، واستغلها الاحتلال أبشع استغلال.

يوجه نظره إلى صورة شقيقه الشهيد، ثم يخفضها، ثم يعيد الكَرّة ثم يرجعه وهو حسير.
جفت الدموع وأعاد النظر مرة أخرى، ولكن هذه المرة إلى ناحية أخرى من غرفته، إنه اللابتوب الذي على مكتبه.
سارحاً في ذكرياته الأليمة: بالتحديد وقت أن رنّ جرس ماسنجر الفيس بوك، فقطع مشاهدته للفيلم الإباحي وكان قد أدمن على هذا النوع من الأفلام.

على الماسنجر صورة فتاة، تريد أن تراسله على الماسنجر.
الفتاة: هاي
الصعلوك: هاي ورحمة الله وبركاته
الفتاة : هههههه دمك خفيف، لكن معلش بالغلط.
الصعلوك: هذا أجمل غلط في التاريخ كل يوم اغلطي
 : (غمزة) ثم أقفلت المحادثة. الفتاة

فلم تنم عينه، إن أصابعه على الكيبورد كمتسابق رياضة الجري، رسائل كثيرة (ردي - أتوسل إليكي - أنا حبيتك من أول غمزة... الخ) من محاولات مستمرة لإسقاط الفتاة.

إنه مُشبع بالصور الجنسية التي أثارت غريزته، ولا يستطيع مقاومة هذه الإثارة ويبحث عن الضحية التي يقضي معها شهوته (بالكتابة - بالصوت - بالصورة).

بعد دقائق قليلة يظهر على حسابه أن الفتاة متصلة، وحسابها في الوضع النشط، والصعلوك يقرأ على الماسنجر أنه تم عرض الرسائل التي قام بارسالها إليها.

يبدأ بإرسال علامات الاستفهام، والتعجب، والوجوه المتبسمة والعابسة، والمستغربة، إنه يريد أي فتاة يقضي معها ليلته، مثل أي فتاة تكون على برامج الشات والمحادثات.

الفتاة: إنت ما بدك تحل عني، قلت لك أن الرسالة بالخطأ.
الصعلوك: رب صدفة خير من ألف ميعاد.
الفتاة: الوقت متأخر، وبدي أنام وأنا لا أريد الحديث مع شاب غريب.
الصعلوك: ما غريب إلا الشيطان (يحاول أن يقلب الحديث الى مزاح).
الفتاة: باي

يعود الصعلوك إلى مواقعه الجنسية، ليرضي غريزته التي بدأها بعد أن يئس من هذه الفتاة، والحديث معا.
تمضي أيام الصعلوك على هذا النحو لأيام كثيرة، ويبدأ الحديث يتدرج بينه وبين الفتاة وتزداد الكلمات، إنه محافظ جداً ألا يجرح مشاعرها، ويستدرجها بنعومة إلى محادثات جنسية، بنفس طويل، وشيطانه يجلس في زاوية غرفته يتعلم منه وسائل جديدة لاغواء البشر.

الليلة قبل الأخيرة:
الفتاة تكتب: أريد أن أسألك سؤال.؟
الصعلوك: بكل تأكيد، تفضلي
الفتاة: هل أنت تصلي؟

الصعلوك: أحياناً وبقطع
الفتاة: الصلاة أجمل شيء أقوم به في اليوم، وأنا ضميري يعذبني أني أتحدث إليك.
الصعلوك: يرسل كلاماً يغير فيه قناعاته عن الفتاة، أنتِ فتاة رائعة وأمنيتي أن أرتبط بفتاة مثقفة مثلك.
الفتاة: لا بد من النوم باكراً حتى لا تفوتني صلاة الفجر
الصعلوك: أرجوكِ لا تذهبي.. أريد أن أخبركِ بشيء.
الفتاة: قل بسرعة
الصعلوك: أقسم بالله وبكل صدق أنا معجب بك.
الفتاة :؟ (عامة استفهام).  (ابتسامه) وتغلق المحادثة.



يستيقظ الصعلوك من خياله، ويقلب وجهه إلى الجهة المقابلة، ليفتح له حائط غرفته نافذة إلى الذكريات، إن ناصيته تسافر عبر هذه النافذة بالتحديد تهبط في الليلة الأخيرة :

الليلة الأخيرة:
لم يعد يحتمل الصعلوك أي تأخير على سماع صوت الفتاة، فأصبحت تحتل جزءا كبيراً من عقله، وهو ينتظرها مثل كل يوم أن تقوم بفتح المحادثة، ويسلي نفسه بمواقع الجنس يفتحها ويغلقها، وكأن تعلقه بالفتاة أفقده الشهية في كل شيء (الطعام والشراب والجنس وكل شيء).
الفتاة تفتح الفيس بوك من جديد، ويظهر لدى الصعلوك أنها اتصلت بالإنترنت.
الصعلوك: السلام عليكم (ربما تشعر أني بدأت أتغير لأجلها).
الفتاة: ما شاء الله وكمان السلام عليكم، تغيير جذري.

الصعلوك: صدقيني بدأت أتغير لأجلك (انه في أكثر لحظات ضعفه) وقربه من الفتاة.
الصعلوك : أتمنى أن أسمع صوتك!
الفتاة: والله وأنا كمان أشعر براحة عند الحديث إليك إنك أصبحت جزءاً مهماً من يومي.
الصعلوك: رقم هاتفي المحمول 0500000000، إذا حنيتي عليه لتسمعيني صوتك.
الفتاة: لا أستطيع، أهلي نيام والصوت مسموع في الليل.
الصعلوك: يطمئن أن المبدأ موجود في الحديث على الهاتف المحمول (لو تقولي فقط السلام عليكم).
الفتاة: 0500000000، ولكن لن أزيد أكثر من السلام عليكم.
الصعلوك: يضرب الرقم على جواله بسرعة، وقلبه يخفق، وأعصابه مشدودة، وليله ما زال في بدايته.

محادثة هاتفية :
الصعلوك: الوووو
الفتاة: السسس ئي
الصعلوك: أمانه تكملي الجملة فقط السلام عليكم
الفتاة: السلام عليكم وتغلق الهاتف
الصعلوك: يحاول العودة إلى الرقم ولكنها لا تجيب على الهاتف.

يعودا للمحادثة من جديد
الصعلوك: ليه بترديش (صوتك بيجنن).
الفتاة: خجلتني ابتسامة



الصعلوك: أمانه أتصل مرة أخرى.
الفتاة : ساغلق الهاتف والمحادثة.
الصعلوك: لالالالالا أهم شيء ما تزعلي.
الفتاة: معقول صوتي عمل فيك هيك؟
الصعلوك: وأكثر من هيك، خايف أحكيلك تزعلي.
الفتاة: احكي كل الي بنفسك.
الصعلوك: كله كله؟

الفتاة: احكي مش راح أزعل.
الصعلوك: نفسي تحكي معي أشياء جميلة ومثيرة.. بالكتابة ما بدي أحرجك بالصوت.
الفتاة: والله صعب كثيييير عليه، أنتم الشباب تفكيركم فقط في الشهوة.
الصعلوك: اتوسل اليكِ،أنا تعبان، وصوتك اتعبني بزيادة.
الفتاة: إذا بدك انت احكي وانا بقرأ ما تكتب.
الصعلوك: موافق

يبدأ الصعلوك ببث قذارته على الفيس بوك، حتى إذا وصل ذروته، يطلب مكالمة بالفيديو، إنها توافق على الطلب ولكن صورتها تظهر شاشة سوداء.

الصعلوك: أين صورتك
الفتاة: أنت الذي طلبت الفيديو، أكمل وما تقطع الحديث.
الصعلوك: (يشعر أنها متلهفة للحديث المثير) إنه يبدأ بنزع ثيابه عن جسده حتى وصل ما وصل من قذارته.

الفتاة: تغلق المحادثة وتقوم بإلغاء حسابها.

الصعلوك: يبدوا أنها مجنونة، رقم هاتفها معي!
ولكن الجوال الذي تحاول الاتصال به مغلق حالياً.

ينام ليله الطويل، وهو يشعر، بانتصاره واستدراجه للفتاة، وفي وقت صلاة الفجر يتصل عليه رقم مجهول.

الصعلوك: الو
الرقم المجهول: شكلك مبسوط الليلة، بس منظرك حلو في الفيديو وأنت بدون شيء (ساتصل بك لاحقاً)

الصعلوك : يحاول أن يفعل أي شيء، لا يستطيع الا الترقب.

المُلتحي: يجلس في غرفته ويخفض الأنوار ليعد الأموال التي استلمها، وعيناه تبرق كالشياطين..

قبل اقفال الستار:
كيف سقط الصعلوك، من أسقطه، من الذي تحدث إليه، من الفتاة التي يحادثها؟ كل ذلك في المشهد القادم (الثالث) وما زلنا في الحلقة الأولى...



#أكشن_ثورة_قلم #ثورة_قلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام)

رسالتي إلى سيدنا زكريا (عليه السلام) عزيزي: نبي الله زكريا.. أحاول فهم الدعاء الذي قلته عندما وجدت رزقاً عند من كفلتها، ...