العادة السرية المشروعة
الكاتب : محمد سلامه يدخل الواحد تلو الآخر في نادي مليئ بمرتاديه، لا يأتون إلا من أجل ممارسة العادة السرية، وافراغ ما بجعبتهم، من غدر السنين ويخرجون أمام النساء المتواجدات وأمام الرجال المنتظرين خارجاً لاستعمال نفس المكان بنفس الكيفية دونما خجل.
اعتادوا على هذا الفعل لسنوات، عندما ارتدت هذا المكان لم أكن أتصور أن أجد هذه الأعداد التي تقوم بهذا الفعل بكل جرأة، وبنظام وبدون خجل، فضلا عن رجال كبر سنهم وگسا الشيب الرأس، ولكن الشوق قتلهم لفعل ما يفعله المراهقون، ولكن في هذه المرة في نوادي مرخصة لهذا الأمر.
الأمر الغريب أنه في ماضي المراهقة كانت العادة السرية أمراً يبيت سراً وطي الكتمان، ولكن الأمر الآن أصبح جهارا نهاراً، والأعجب من ذلك أنه بموافقة الزوجات على ذلك، أمر خارق للعادة يحدث معهم، ألهذا الحد وصلنا.. بل أكثر من ذلك.
إن هؤلاء الرجال الذين أخذوا إذن زوجاتهم لممارسة العادة السرية، وانتظاره على الباب حتى انتهاء مهمته، وينتظرون على شباك الحياء ليسلموا عيناتهم، يقبلون في المقابل وفي غرفة معدة خصيصاً لكشف زوجاتهم عند أجنبي، دونما أن يعاقبهم ضميرهم، ويسمحون لهن بالاستغراق في الحديث مع الأجنبي عن موعد دورتها الشهرية وأمور أخرى لا تتخيلها، ربما تكون المرة الأولى صعبة، ولكن يصبح عادياً بتكرار التردد على مثل هذه الأماكن، وبعد كل مرة يقررا التوبة عن هذا الفعل والتراجع إلى الوراء، وعدم اهدار أعمارهم في السعي وراء هذا الهراء، ولكن عندما يدفعهم الشوق لذلك يعودا من جديد لتكرار الفعل، وهما يعلمان الخطيئة التي سترتكب هناك والرضا في الفعل سيد الموقف.
ولأن كل ما يحدث عجيب وغريب، فلا غرابة أن أحدثك أن هذا المكان يوجد به مكان مخصص للصلاة، ومن انتهى عمله لا يستطيع الصلاة لأنه يحتاج إلى طهارة فقدها، ومن كان ينتظر يذهب ليصلي مثبتاً أنه لم يعبث بطهارته هذه المرة، وإنما جاء من أجل كشف زوجته، وكلاهما مُر وعَلقم.
وحتى لا تضيع الصلاة على أحد المشتركين في هذا النادي، فربما أخذ فتوى بجمع الظهر والعصر جمع تقديم، والمغرب والعشاء جمع تأخير، والعذر موجود؛ بأنه لا يطيق أكثر الصبر على هذا الابتلاء..
ومهما طالت أو قصرت لِحى الموجودين، أو التزموا في صلاتهم، أو عَلت مقاماتهم، فالكل يعرف ماذا فعل الآخر، ولكنه يخفي خيبته وراء لحم وجهه المتساقط أصلا من الخجل، وتجد أن احمرار الوجوه سيد الموقف وأشلاء اللحوم المتساقطة تلملمه المشرفة، في أكياس أوقات الزيارة القادمة.
ربما تفطن البعض عن ماذا أتحدث، والبعض المُنعَم عليه أحدثه وأرضي فضوله، بأن الذين أتحدث عنهم هم الأكثر إلتزاما وتدينا وقُربا من الله، لأنهم بحاجة ماسة أثناء كل خطواتهم إلى معونة الله في أن تُثمر هذه الجهود بأن يرزقهم الله الذرية الصالحة باستخدام مراكز زراعة أطفال الأنابيب أو الإخصاب المجهري.
كل هذا الخجل والحياء والتفكير يراود أناساً حرموا من الإنجاب بقدر الله ويعملون بأسباب الرزق، فيجبرون على أخذ عيناتهم إلى المختبر دونما خجل، وكشف زوجاتهم بكل قلب يتقطع، واراقة ماء وجوههم ولا حول لهم ولا قوة إلا بالله، هذا باختصار ما يحدث في مراكز الانجاب.
هذا ألم من أمل، وجرحٌ من جراح، وغيض من فيض.. وأسأل الله تبارك وتعالى لهم ولي التوفيق والحصول على ما نصبوا إليه ونرجوه من الله..
للتعليق في المدونة عبر حسابك على الفيسبوك ⏬أسفل الموضوع⏬